في درعا.. رهانات على محصول البازلاء التشرينية، والتصدير عبر نصيب


بدأت في مناطق درعا عمليات جمع محصول البازلاء التشرينية، والتي تعد من المحاصيل الزراعية المدرة للدخل، للعديد من الأسر العاملة في القطاع الزراعي.

وأشار المهندس الزراعي صلاح الدين المحمود، إلى أن الفلاحين يسارعون إلى جمع محصول البازلاء الخضراء مبكراً؛ لكسب أسعار جيدة، لافتاً إلى أن سعر الكيلو غرام الواحد بلغ مع بداية طرح المحصول في الأسواق قبل أسبوع، نحو 1000 ليرة سورية.

وأضاف أنه ومع توفر كميات تجارية في الأسواق، هبط سعر الكيلوغرام الواحد إلى نحو 500 ليرة سورية، متوقعاً أن تنزل أسعار هذه المادة إلى دون ذلك، مع تواصل طرحها في الأسواق بكميات كبيرة.

وقال المحمود "إن حقول مناطق قرى حوض اليرموك في ريف درعا الغربي، تعج بعشرات ورشات العمل، التي تعمل في جمع محصول البازلاء، الذي يوفر عشرات فرص العمل الموسمية للأسر والطلاب"، موضحاً أن أجرة العامل اليومية تتراوح ما بين 2000 و2500 ليرة سورية.

وأشار المحمود إلى أن ريف درعا الغربي، ولا سيما مناطق حوض اليرموك وضفاف الأودية في جنوب غرب سوريا، تعتبر الموطن التقليدي لزراعة البازلاء في المحافظة؛ وذلك بسبب توفر الظروف المناخية الملائمة لإنجاح هذه الزراعة، يضاف إلى ذلك الخبرة الكبيرة التي اكتسبها أبناء هذه المناطق، في التعامل مع مثل هذا النوع من الزراعات.

ويقول عبد الهادي سلامة، وهو مدرس سابق، إن محافظة درعا تعد من المحافظات الزراعية بامتياز، لافتاً إلى أن العمل في القطاع الزراعي يعد العمل الأساسي لشريحة واسعة من أبناء المحافظة، لا سّيما في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة، التي تقلصت فيها الخيارات أمامهم مع توقف جميع أوجه النشاط الاقتصادي، الذي تسببت به الحرب على مدار السنوات الثمان الماضية.

وأضاف أن من يملك قطعة أرض سواء كانت صغيرة أم كبيرة، بات يلجأ إلى زراعتها بمختلف المحاصيل الخضرية؛ وذلك لتحقيق الاكتفاء الذاتي وطرح ما يزيد عن الحاجة في الأسواق المحلية؛ بهدف تأمين دخل ما يساعده في شراء بعض احتياجاته الضرورية.

وأوضح أن الفلاح الحوراني، تعود أن يزرع البازلاء والكوسا والفول، والحشائش وغيرها من الخضار في حاكورة منزله لتحقيق حاجته من هذه الخضار بينما يزرع كميات كبيرة من المحاصيل الاقتصادية مثل البازلاء والبندورة والبطاطا في الحقول الكبيرة بهدف طرحها في الأسواق.

وأشار سلامة إلى أن أغلب الأهالي في محافظة درعا يعتمدون هذا العام على ما ستجود به الأرض من إنتاج؛ لتحسين أوضاعهم المعيشية وذلك بعد النكسات الكبيرة التي تعرضوا لها؛ بسبب الحرب، التي أحرقت الأخضر واليابس، والخسائر الكبيرة التي تكبدوها، في ختام الحملات العسكرية الأخيرة، التي شنتها النظام والميليشيات الطائفية، على قراهم، منتصف العام الماضي.

ويقول محمد قاسم، 47 عاماً، وهو فلاح، "نعتمد على الله وعلى ما ستجود به الأرض هذا العام، الذي شهد هطول كميات كبيرة من الأمطار".

ولفت إلى أنه زرع بالضمان نحو 12 دونم بالبازلاء والفول، وهو يأمل أن يطرح ما تبقى من الإنتاج في الأسواق بأوقات مناسبة، ويحصل على أسعار عالية.

وأضاف أن أسعار البازلاء جيدة حتى الآن، موضحاً أنه باع نحو طن من المادة بنحو 400 ألف ليرة سورية، وأن هذا المبلغ هو التكلفة الإجمالية لكامل المساحة.

وأضاف أن ما تبقى لديه من إنتاج، هو عبارة عن أرباح، متوقعاً أن يحقق ربحاً يقارب الـ 400 ألف ليرة سورية مع نهاية الموسم.

من جهته أكد عياش الدغيم، 62 عاماً، وهو مزارع، أن تكاليف الإنتاج عالية جداً، مشيراً إلى أن تكلفة الدونم الواحد تتجاوز الـ 75 ألف ليرة سورية، وتتضمن ضمانة الأرض، وثمن بذار وأسمدة، وأجور حرث ومواد مكافحة، وأن أرباح الفلاح تتوقف على البيع بسعر جيد بعيداً عن تحكم التجار بمحاصيلهم.

وقال: "أملنا أن تبقى الأسعار جيدة هذا الموسم، سيما وأن إمكانيات التصدير أصبحت قائمة، بعد افتتاح معبر نصيب نحو الأردن، وتحسن الوضع الأمني في المنطقة".

ولفت إلى أن جميع الفلاحين في المحافظة باتوا على أمل بتحقيق أرباح جيدة هذا الموسم، بالتزامن مع افتتاح معبر نصيب الحدودي، وإمكانية تصدير محاصيلهم إلى الأردن وبعض الدول الخليجية.

وقال: "إن معظم الأهالي يعتمدون على الله، ثم على الزراعات الموسمية لتأمين مصاريف أسرهم، لا سّيما بعد أن توقفت جميع مصادر تمويلهم"، لافتاً إلى أن محاصيلهم الزراعية تباع في أسواق محافظة درعا وأسواق المحافظات المجاورة وأبرزها أسواق دمشق وهم تحت رحمة التجار.

مصادر في دوائر النظام، أشارت إلى أن المساحات المزروعة بالخضار الشتوية هذا العام، تجاوزت الـ 1000 هكتار وشملت المساحات المزروعة، محاصيل البازلاء والفول والكوسا والملفوف والزهرة والجزر والحشائش، لافتة إلى أن حالة المحاصيل جيدة في جميع مناطق المحافظة بسبب الكميات الغزيزة من المطر التي هطلت خلال موسم الشتاء الفائت.


ترك تعليق

التعليق