هذه المرة، طوابير البنزين تخنق المدن.. والنظام يكذب


كما يراها مؤيدو نظام القتل في دمشق.. العاصمة من طابور لآخر ومن اختناق لآخر، والنظام يختلق الأعذار الواهية، ويبدع في الخطط البديلة لإلهاء المواطنين عن انتقاد أدائه الاقتصادي الذي بات يشكل هاجساً لمسؤوليه بعد أن فرغت جعبة الكذب التي جلبت لهم التهكم والشتائم.

طوابير اللاذقية

يوم كامل قضاه السائقون منتظرين وصول صهريج البنزين الموعود الذي لم يأتِ، وانتشرت الصور التي تبين حالة الطرقات المغلقة القريبة من محطات الوقود، وتناقلت مواقع محلية تعليقات المواطنين عن الأزمة التي قالوا إنها لم تحصل وقت "الحرب"، وترك البعض سياراتهم وعادوا مشياً إلى منازلهم بعد أن انتظروا من الفجر إلى ما بعد العصر، وما لديهم من وقود لا يكفي ليعودوا إلى منازلهم.

آخرون استبقوا ما يمكن أن يأتي من ردود من مسؤولي المحافظة عن كون الصور مفبركة، وهذا ما نشرته صفحة (من قلب اللاذقية): "الصورة ليست #مفبركة إنما هي لدور كازية حورية الذي وصل لدوار المحطة في مدينة اللاذقية".


المتهمان الأبديان

مجلس وزراء النظام كعادته بعد كل اختناق يجود بنفس العبارات التي تبرر العجز أمام هذه الأزمات: "مجلس الوزراء يقرر وضع إجراءات جديدة لضبط توزيع مخصصات محطات الوقود مع مراعاة الكثافة السكانية في كل منطقة بما يحقق العدالة والحد من أي هدر أو تهريب أو احتكار".

التبرير الرسمي للنظام لاقى استغراباً واستهجاناً من المواطنين بمن فيهم من يرتدي بزة عسكرية من الشبيحة حيث توالى هؤلاء على السخرية من قصة التهريب، وتشاركوا بعبارة واحد "هاتوا بنزين واتهمونا بالتهريب".

علل أحدهم أن الكمية التي تسمح بها تعليمات المحطات هي عشرين لتراً، فكيف سيتم تهريبها؟: "استحوا تهريب شو.. ما في مواصلات.. واقفة العالم بالشوارع.. ٢٠ ل. شو بيعملو".

أما الاحتكار فكل مواطن سوري يعرف تماماً الجهات التي تفعل ذلك وهي نفسها الجهات المسؤولة عن جلب البنزين وتوزيعه على (الهوامير) وفق تعبير أحدهم: "لك وين الهدر والتهريب والاحتكار.. الاسطوانة تبعكم ما اهترأت".

ع النمرة أم البطاقة الذكية
 
بين نفي وإشاعات وتصريحات وقرارات لأزلام النظام يبقى على المواطن أن ينتظر حلاً من السماء فقط، وآخر الاشاعات التي تم نفيها هي أن ملء الخزان للعربات سيتم وفق لوحة السيارة ورقمها، وقبل ذلك تم اعتماد البطاقة الذكية وهي طريقة النظام المستحدثة التي وصلت للخبز، وهي بالنسبة للبنزين تسمح فقط بملء عشرين لتراً لكل مواطن.

مجلس وزراء النظام يخرج اليوم بقرار جديد يقضي بخفض كميات البنزين المخصصة للآليات الحكومية بنسبة 50 بالمائة، وطبعاً جاءت التعليقات لتؤكد على معرفة الناس بهذا النظام، في أن من سيطاله القرار هي عربات الإسعاف وربما البلديات، ولكن اللصوص لن يقترب منهم أحد.

أما آخر التعليقات فهي صور نشرها معلقون عن ملء أكياس النايلون من الكازيات، وسائق تكسي يركن سيارته أمام موقف سيارة مع زوجته في إشارة إلى سيران الانتظار على الكازية أو عدم القدرة على التحرك.

أحد المعلقين تحدث عن طريقة مريحة للخلاص من الانتظار على المحطات وذلها: "نصيحة لوجه الله ... اشتروا بسكليتات واتوكلوا على الله".


خارج الطابور
 
في أغلب محطات الريف الغربي في جديدة عرطوز وقطنا وتلك التي تتواجد في القرى أيضاً لا يوجد بنزين من أيام، وفي حديث لـ "اقتصاد" قال (م . د): "كل أسبوع يأتي صهريج بعد منتصف الليل، ويتم تسريب الخبر فيأتي الناس للانتظار إما بسياراتهم أم بكالوناتهم، ويتم إفراغ الصهريج لثلاث ساعات، وأما من يملؤون أولاً فهم الضباط والمتنفذون ثم تأتي الواسطات بحجج مختلفة، ومن المواطنين من يحصل على الـ 20 لتر وذلك صاحب القدرة على الصمود".

(ر. خ) تحدث عن انعكاسات ذلك على ارتفاع أجرة وسائط النقل: "مسكين من يضطر إلى ركوب سيارة تكسي في هذه الفترة سيتعامل معه السائق كما لو أنه سبب الأزمة، وعليه أن يدفع أضعاف ما يستحقه السائق".

خارج الطابور ما زال أزلام النظام وحدهم يقفون ويقتنصون كل ما تقع عليه أيديهم، بينما أذناب حكومته يحاولون تبرير ما يمكن من أزماته المتتالية.

ترك تعليق

التعليق