النظام يحوّل مراكز إيواء النازحين من "الركبان".. إلى معتقلات


اتهمت "هيئة العلاقات العامة والسياسية في مخيم الركبان"، اليوم الاثنين، النظام السوري بتحويل مراكز الإيواء المؤقتة في مدينة حمص، المخصصة للمغادرين من مخيم الركبان، إلى مراكز للاعتقال والتصفية.

وأكد نائب رئيس "الهيئة" شكري الشهاب، في حديث خاص لـ"اقتصاد"، أن النظام الذي أقام ثلاثة مراكز في مدينة حمص لاستقبال الوافدين في أحياء القصور ودير بعلبة وبابا عمرو، لم يسمح للعائلات بمغادرة هذه المراكز، مشيراً إلى أنباء عن عمليات تعذيب تطال العائدين، وتحديداً الرجال.

وكان النظام السوري، وبدفع وتنسيق روسي قد سهّل عملية إجلاء ما يقارب 3000 شخص من مخيم الركبان إلى مناطق سيطرته، وذلك بعد مباحثات أجراها مركز المصالحة الروسي مع وفد من مخيم الركبان، مطلع الشهر الجاري.

وبحسب نص الاتفاق، فإن على المغادرين التوجه إلى مراكز إيواء مؤقتة، ليتم تسوية أوضاعهم فيها، عبر إجراء "مصالحات".

وقال الشهاب، إن الظروف الصعبة التي تسود المخيم بفعل الحصار الذي يفرضه النظام على منطقة التنف، أجبرت بعض العائلات على العودة إلى مناطق سيطرة النظام، دون الحصول على ضمانات أممية.

ووفق الشهاب، فإنه للآن لم يغادر مراكز الإيواء سوى بعض النساء والأطفال، وذلك بعد توسط وجهاء من مدينة حمص لهم بالخروج.

وذهب المسؤول في مخيم الركيان، إلى وصف المراكز بأنها على شاكلة "سجن أبو غريب"، مؤكداً أنه فور وصول العائلات يقوم النظام بعزل الرجال عن النساء، ويحتجز أمتعتهم الشخصية.

وعن الدور الروسي، قال الشهاب، بحسب الأنباء الشحيحية التي تصلنا من هناك، فإن عناصر النظام لا يقومون بعمليات التعذيب خلال تواجد الضباط الروس في المراكز، مستدركاً "الضباط الروس لا يتواجدون على مدار الساعة".

من جانبه أكد مصدر خاص لـ"اقتصاد" أن المخابرات الجوية هي من تقوم بمهام التحقيق مع الوافدين من مخيم الركبان.

وأوضح، أن غالبية العائلات هي من مناطق ريف حمص الشرقي، من مدينة تدمر والسخنة.

وعن الظروف التي تعيشها العائلات داخل مراكز الإيواء، قال المصدر الموجود في حمص، إن هناك حالة من التشديد الأمني على المراكز التي هي عبارة عن مدارس، مؤكداً عدم وجود معطيات دقيقة عن ما يجري بداخلها.

ولا يزال مستقبل مخيم الركبان الذي يؤوي نحو 40 ألف شخص، غامضاً، حيث من الواضح أن هناك شبه اتفاق أردني روسي على تفكيكك المخيم، الأمر الذي تعارضه الولايات المتحدة المسيطرة على منطقة التنف.

هذا ومن المقرر، في وقت لاحق، أن يُعقد في عمّان اجتماع ثلاثي (أمريكي، روسي، أردني) لبحث مصير مخيم الركبان.


ترك تعليق

التعليق