بعد احتجاجات شعبية.. "قسد" تمنع عبّارات الفرات، وتعتقل مهربي النفط بدير الزور


أصدر "مجلس سوريا الديمقراطي" (مسد)، يوم الأحد، تعميماً بمصادرة عبّارات النقل المائية ومنع استخدامها بين ضفتي نهر الفرات بمناطق سيطرته بدير الزور. كما منع تصنيعها كلياً أو جزئياً، في محاولة لوقف عمليات نقل النفط ومشتقاته إلى الضفة الشامية.

وذكر المجلس في بيان إن القرار جاء بناء على مقتضيات المصلحة العامة والضرورات الأمنية والإقتصادية، مضيفاً "يمنع دخول العبّارات بأنواعها إلى مناطقه بدير الزور، ويمنع تصنيعها أو أجزاء منها، ومصادرة العبارات الموجودة على ضفة الفرات دون استثناء".

ويأتي التعميم بعد يوم واحد من استهداف طيران التحالف لصهاريج نفط قرب مدينة هجين في باديتها، كانت معدة لنقل النفط إلى ضفاف الفرات ليصار لنقلها نحو ضفة الفرات الشامية الخاضعة لسيطرة قوات النظام وحلفائه، وفق الناشط تاج العلاو.

وقال العلاو لـ "اقتصاد" إن طيران التحالف استهدف صهاريج نفط قرب مدينة هجين وأخرى في باديتها كانت معده للتهريب إلى مناطق النظام على الضفة المقابلة، ما أدى إلى إصابة أحد السائقين وتدمير الصهاريج.

(صورة أحد الصهاريج المستهدفةيوم السبت - اقتصاد)

وأكد العلاو أن "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) شنت حملة اعتقالات طالت المهربين وأصحاب عبارات الفرات خلال الأيام الماضية بهدف منع عمليات نقل النفط ومشتقاته إلى مناطق النظام، خاصة بعد ارتفاع سعر برميل المحروقات الواحد قرابة 10 آلاف ليرة سورية بمناطق سيطرتها خلال الأسابيع الماضية.

ويشتري التجار برميل النفط الخام من "قسد" بقيمة 5000 ليرة سورية ليباع ضمن مناطق النظام بسعر 10000 ليرة سورية وتأخذ "قسد" نسبة معينة من المهربين مقابل عدم التعرض لهم، الأمر الذي قُوبل باستياء كبير من قبل الأهالي بعد ارتفاع سعر المحروقات بشكل جنوني في مناطق الجزيرة.
وارتفع سعر برميل المازوت من 19 ألف ليرة، قبل انتعاش عمليات التهريب عبر الفرات بين مناطق النظام و"قسد"، ليُمسي حالياً بـ 29 ألف ليرة. وبرميل الكاز من 23 إلى 33 ألف ليرة، وبرميل البنزين من 25 إلى  35 ألف ليرة سورية.

طريقة جديدة لنقل النفط

شرع المهربون بنقل النفط ومشتقاته من الجزيرة شرق دير الزور، إلى ما يقابلها من مناطق على الضفة الشامية، عبر ضخ ما تحمله الصهاريج إلى الضفة اليسرى عبر مضخات تستخدم محلياً لريّ الأراضي الزراعية عبر أنابيب البلاستيك العادية.

وبرزت بلدة الشحيل كإحدى أبرز نقاط تهريب النفط بهذه الطريقة علناً من قبل تجار النفط إلى بلدة بقرص الخاضعة لسيطرة قوات النظام، إلى جانب استخدام العبّارات لنقل خزانات تفرغ فيها حمولات الصهاريج لتقطع الماء نحو الضفة الأخرى أو عبر الزوارق أحياناً لنقل البراميل بشكل مباشر.

ويستخدم بعض الأهالي العبّارات لنقل النفط الخام إلى جانب نقل المدنيين نحو مناطق سيطرة قوات النظام بعد تدمير قوات التحالف جميع جسور الفرات في المحافظة خلال حربه ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".

واحتج الفلاحون خلال الفترة الماضية بمنطقة "أبو خشب" أقصى شمال دير الزور، على عدم توفير مادة المازوت لريّ وفلاحة أراضيهم، لأن عدم توفر المحروقات يأتي على رأس الصعوبات والمعوقات التي تواجه الزراعة، فيما تظاهر سكان منطقة الكسرة بالريف احتجاجاً على غلاء المحروقات وعدم توفرها أيضاً.

كما تظاهر الأهالي  في بلدتي الكشكية وأبو حمام  شرق دير الزور، ضد ارتفاع الأسعار وتدهور الأوضاع المعيشية والخدمية، مطالبين بإقالة الفاسدين وتخفيض أسعار المحروقات وتوفير مياه الشرب النظيفة، وتأمين فرص العمل.

ترك تعليق

التعليق