"الحماصنة".. استهجان وفكاهة على وقع أزمة البنزين


ماتزال سوريا في مناطق النظام، تدخل أنفاق الأزمات وفقدان مقومات الحياة التي لا تنتهي، والتي برز آخرها، أزمات البنزين والمحروقات. وكانت إدارة شركة "سادكوب" قد اتخذت إجراءات مؤقتة بهدف توزيع البنزين "بعدالة" على جميع الآليات وللحد من ظاهرة الازدحام وذلك بتحديد المخصصات كالآتي:

للسيارات الخاصة على اختلاف أنواعها (20) ليتر خلال مدة (5) أيام. والدراجات النارية على اختلاف أنواعها (3) ليتر خلال (5) أيام. ولسيارات التاكسي العمومية (20) ليتر كل (48) ساعة.

وكان آخر إجراء لحكومة النظام توفير مادة البنزين في محطات وقود بكميات غير محدودة بسعر (600) ليرة للتر الواحد وهو سعر أكبر من السعر العالمي للبنزين بكثير.

كيف تعاطى الحماصنة مع أزمة البنزين وإجراءات حكومة النظام لمعالجتها؟

أثارت إجراءات حكومة النظام والجهات التابعة له، سخط  وسخرية "الحماصنة" مثلهم مثل باقي المناطق الخاضعة لسلطة "النظام" تجاه أزمة البنزين، فكانت ردود أفعالهم وتعليقاتهم لا تخلو من حس الفكاهة - التي طالما تميز بها الحماصنة- ونكهة "التنكيت" واضحة مغلفة بالنقد والسخرية.

وفي رصد لبعض الآراء وتعليقات السكان في مدينة حمص، على وسائل التواصل الاجتماعي، يقول حمزة: " شو هالحكي هاد 20 ليتر كل خمسة أيام يعني منركب السيارة يوم واحد ومنوقفها 4 أيام.. لأ وبدنا نعمل حسابنا نخلي فيها شوي مشان ياخدونا عالكازية".

وهنا ابراهيم رد بطريقة ساخرة: "اذا هالحكي جد لازم نبيع السيارة ونشتري حصان لابدو بنزين ولا وقفة عالدور ..شو هالاجراءات المسخرة.."

ويتسأل عمر الحاكمي عن المغزى من وجود وزرارة للنفط بقوله: "محرزة 4 ليتر يعملولن وزارة ووزير!!".

وما كان من مواطن حمصي إلا أن كتب ما يشبه القصيدة والنثر بصيغة  شعبية مرحة متهكمة ومن وحي أزمة البنزين نشرت على صفحات التواصل الاجتماعي:

"عم دور تا لاقي (كر)
ع الكازية مابيمر
لا بيعبي عالعداد
ولا بدو بنزين الحر.....
مابيمشي عالبطاقة
ولابيصرخ ولابيعر......"

ولأن المواطن السوري اعتاد أن تقوم الجهات المعنية التابعة للنظام بالتضييق عليه في كل شيء، رد عليه "أبو بيطار" قائلاً:

 "لا تخاف رح يغلى تمنو لهالكر"

في حين رأت "هنادي":

 "أنه بس تلاقي كر رح يغلى العلف .. وبسوريا بحياتك مارح تخلص من الوقفة عالدور.."

أما عبد العزيز فيرى متهكماً إنه "الكر عالقليلة مابيشحور ونفاياته صديقة للبيئة..."، فيما يبدو أنها كناية وتورية عن حالة تلوث أجواء حمص.

الفكاهة مع تطبيق على أرض الواقع

ومع هذا لم تبقى ردود أفعال "الحماصنة" وتعليقاتهم مجرد فكاهة مكتوبة أو متدوالة كـ "نكتة"، بل طُبقت على أرض الواقع كحلول مؤقتة مع اشتداد أزمة البنزين، فعندما وصلت الأزمة لدرجة أنه حتى سيارات الإسعاف وسيارات الهلال الأحمر لا يوجد فيها بنزين ولا تسير سيارة إسعاف إلا إذا كان الشخص "عم يموت"، لم يجد "الحماصنة" سوى "الطنبر" وسيلة للنقل عند الضرورة، فاليوم تجوب "الطنابر" بعض حارات حمص كحي الوعر وشارع الخراب بإيجار (300) ليرة سورية للراكب. وإذا استمرت الأزمة سنرى "الطنبر" يجوب كل حارات حمص. وبما أنه لم يبقى هناك أية ثقة من الحمصي تجاه النظام السوري وحكومته، فيرى الحماصنة أن النظام "إذا استخدمنا الطنبر سيخلق أزمة علف وحلها إذا بتنحل..".

وأخيراً

يسأل "الشعب الحمصي" النظام وحكومته: "أين خيرات بلادنا التي حدثتمونا عنها طوال تلك السنوات؟، هل من المعقول أن سوريا التي تحتها نبع من مختلف الموارد الباطنية يصير فيها أزمة بنزين؟".

"وما حال المغترب الذي غررتم به، وسمع كلام (الوزير والسفير) وعاد إلى حضن الوطن، للأسف بطاقة ذكية ما معه.. ممنوع يعبي من الكازيات.. ممنوع يمشي.. وممنوع يتنفس..".

ولسان حال الحماصنة أجمع يرى: "هالنظام لسى رح يفرض علينا كروت وبونات عالأكل والشرب والهوا والأوكسجين... وكم لازم كل شخص يستهلك باليوم، ما بعيده عن هيك نظام حتى يركب عدادات أو بطاقة ذكية لممارسة الواجبات الزوجية.".

ترك تعليق

التعليق