شاب سوري يبتكر تطبيقاً ذكياً.. ويحصل على المركز الثالث ضمن مسابقة بالجامعة الأمريكية في بيروت

بعد ثلاث سنوات من العمل المتواصل والدؤوب رأى تطبيق Smart Kids النور على يد الشاب "ياسر عليان"، واستطاع التأهل من بين 200 مشروع مشارك إلى المرحلة النهائية، وحقق المركز الثالث ضمن مسابقة "ابدأ" لخطط الأعمال، التي نظمتها مؤسسة "إنجاز لبنان" ضمن الجامعة الأمريكية في بيروت.

وتطبيق Smart Kids كما يصفه مبتكره، هو عبارة عن مؤقتٍ يستخدمه الأهل لضبط وقت أطفالهم بين اللعب والتعلّم.

يقول "ياسر" إنه بدأ التخطيط للفكرة في أواخر العام 2016، وكان من المفترض أن يتضمن التطبيق محتوى تعليمياً وترفيهياً. لكن مثل هذا المحتوى يحتاج إلى تصغير الفئة العمرية المستهدفة، بالإضافة إلى تكاليف كبيرة لم يتمكن من تأمنيها.

ويتابع "عليان" موضحاً أن الشكل الحالي للتطبيق كان الأنسب وعمل على استكمال تنفيذه في العام الماضي برفقة صديقيه أحمد الموسى، وعمر منيمنة، ليعلن عن إتمام التطبيق في شهر نيسان من العام الجاري.

وعن آلية عمل التطبيق يشرح محدثنا "ياسر" أنه بإمكان الأهل من خلاله، تحديد التطبيقات التعليمية الموجودة في الهاتف، ثم تحديد الألعاب وتطبيقات التسلية الموجودة على الهاتف أيضاً.

وبعدها سيقوم التطبيق بإنشاء مؤقت في الإشعارات، يزيد هذا الوقت عندما يستخدم الطفل التطبيقات التعليمية، وينقص عند استخدامه للألعاب أو أي تطبيقات أخرى محددة مسبقاً.

وعند نفاذ الوقت، تقفل تطبيقات التسلية وعلى الطفل حينها أن يستخدم التطبيقات التعليمية ليجمع وقتاً جديداً للعب.

يقيم "ياسر عليان"، في لبنان، منذ خمس سنوات تقريباً، وتخرج العام الماضي من قسم الدراسات الإسلامية في جامعة الآداب والعلوم والتكنولوجيا في لبنان. ويتحدر من مدينة داريا بريف دمشق.

ودخل "ياسر" في عدة دورات تدريبية في مجالات متعددة، منها "ريادة الأعمال، وبرمجة تطبيقات الويب"، وشارك في العديد من المسابقات المتعلقة بريادة الأعمال مثل Nawaya, Jusoor, خلال فترة إقامته بلبنان.

يتفرغ "ياسر" الآن لمتابعة العمل في تطوير تطبيقه والتسويق له. وتشارك التطبيق مع مبرمجَين لبنانيَّين، مختصين في تطبيقات الأندرويد والآيفون، عملوا على مساعدته. كما قدم مستثمر لبناني مبلغ 10 آلاف دولار أميركي لتسويق المشروع مقابل حصوله على حصة من أرباح المشروع.

بالإضافة إلى مبلغ الجائزة الذي حصل عليه التطبيق في مسابقة "ابدأ" وهو 5 آلاف دولار أميركي، سيتم إنفاقها لتسويق التطبيق والوصول إلى أكبر شريحة من المستخدمين.

ومن المتاعب التي تواجه العمل في مجال التكنولوجيا، هي صعوبة حماية مثل هذا النوع من الابتكارات خصوصاً في ظل العولمة والانفتاح الاقتصادي بين الدول، حسبما يخبرنا محدثنا.

متابعاً إن "الطريقة الأفضل لحماية التطبيق هي السبق في الوصول للمستخدمين، وذلك عن طريق حملات إعلانية كبيرة، تصعّب على المقلدين الدخول في المنافسة".

لم يحقق التطبيق إلى الآن الإفادة المادية المتوقعة، والتي تبدأ بعد وصوله لأعداد كبيرة من المستخدمين؛ ويكون الربح إما عن طريق الإعلانات التي تُعرض في التطبيق، أو عن طريق الاشتراكات التي يحصل من خلالها المستخدمون على الميزات الكاملة للتطبيق.

وتطبيق Smart Kids كان التطبيق الأول الذي عمل عليه "ياسر" ولم يكن الأخير، وهو يعمل الآن على تصميم تطبيق جديد سيتم إطلاقه بعد فترة قريبة، متعلق بالحجّ، سيوفر طريقة تواصل جديدة بين رؤساء مجموعات الحج وبين الحجاج، بالإضافة إلى العديد من المميزات التي سيتم الحديث عنها عند انتهاء العمل.