الغاز يختفي من إدلب.. أهي لعنة النظام؟


بشكل مفاجئ وبدون أي سبب واضح، اختفى الغاز من المناطق المحررة. إذ استيقظ سكان مدينة إدلب، اليوم الأحد، على انتشار خبر مفاده اختفاء الغاز دون أي أسباب تذكر.

وبهذا الصدد، اطلع "اقتصاد" على تسجيل صوتي لمدير شركة "وتد للبترول" تناقلته بعض غرف الواتساب في الشمال المحرر، قال فيه إن الغاز متوفر لدى المندوبين، ولم ينقطع لا في الريف ولا في المدينة، مؤكداً أن كل مندوب لديه الغاز، وأن الجميع يأخذ حصته من الغاز بشكل طبيعي، لافتاً إلى أن كل من يثبت أن لديه غاز، ولم يبعه للمواطنين، سيتم حرمانه كمندوب وسيشطب اسمه ولن يحصل على الغاز مرة ثانية.

من جانب آخر، تناقلت بعض صفحات التواصل الاجتماعي أنباءً عن إلقاء القبض على 9 موزعين للغاز بالشمال المحرر يقومون بتهريب مادة الغاز إلى النظام. وتمت إحالتهم إلى القضاء ليناولوا جزائهم، حسب الأنباء.

ومتابعة لهذا الأمر، قام "اقتصاد" بجولة على بعض محلات الغاز في مدينة إدلب لمعرفة تفاصيل وخلفيات هذه الأزمة المفاجئة. والتقينا "أبو عبدو"، بائع غاز، قال لنا: "لدي جريتين من الغاز، واليوم صباحاً بعتهم. وفي العادة أنتظر المندوب كي يُحضر لي الغاز كالمعتاد ولكن لم يأتي وأنا يومياً أستبدل حوالي 15 جرة فارغة بجرر مليئة على حسب الطلب. لكن اليوم الطلب متزايد بشكل كبير وأنا لا أملك سوى الجرر الفارغة، وأنتظر مثلي مثل باقي الناس".

وفي نفس السياق، كان لنا لقاء مع بائع غاز آخر وسط المدينة، يدعى "عز الدين"، وكان على وشك إغلاق محله، فسألناه "ماذا يحدث؟" من وجهة نظره، فأجاب: "كما تعلمون أن الغاز والمحروقات تأتي عن طريق تركيا وكله أوروبي ومستورد ولا أتوقع وجود أزمة لكن هناك ضغط كبير على المادة وهناك الكثير من ضعاف النفوس من التجار من خبأ مادة الغاز لديه ليبيعها بالسوق السوداء طلباً للربح الزائد وافتعالاً للأزمات".

ومتابعة لهذا الموضوع، أجرى "اقتصاد" لقاءات موسعة مع الناس في الأسواق، وكانت البداية مع صاحب مطعم وسط المدينة فضل عدم ذكر اسمه، وهو أكبر المتضررين بسبب فقدان مادة الغاز، حسب وصفه. وعن رأيه فيما يحدث، أجاب: "يومياً يأتي مندوب الغاز ويبدل لي جرات الغاز، لكنه اليوم لم يأتِ وفي اتصال لي معه قال إنه لا يوجد غاز لديه، وعندما سألته لماذا؟، فأجاب (لا أعرف)، وأنهى المكالمة. وأنا كصاحب مطعم عملي كله يعتمد على الغاز ويومياً أحتاج للغاز، وأعتقد أني لن أصمد إلى الغد إن لم يتم تأمين الغاز".

وفي لقاء آخر مع رجل يدعى "أبو خالد"، كان يبحث عن جرة غاز في الأسواق، تحدث إلينا وعلامات التعب جلية عليه، وقال: "أنا من الصبح عم دور على غاز وكأن ملح وداب ما عم لاقي أبداً". وأضاف أيضاً: "يعني رح يصير فيني متل جماعة النظام ما في غاز!"

وعلّق "أحمد"، أحد سكان مدينة إدلب، على اختفاء الغاز من المحرر، مشيراً إلى أنه يتم تهريبه إلى مناطق النظام، مضيفاً: "ليش عم يهربوا الغاز للنظام ليش هو وقت حاصرنا النظام وقصفنا وجوعنا حدا هربلنا شي من عنده؟!".

وعقّب: "أطالب الحكومة (يقصد حكومة الإنقاذ التي تدير إدلب) بأن كل شخص يهرب الغاز أو المحروقات للنظام، أن تتم محاسبته كخائن وعميل للنظام ومحاسبته أمام الجميع وبلا هوادة".

وتتضارب الأقاويل بين الناس، بين من يعتقد أن الغاز موجود لكن تم إخفاؤه بسبب ارتفاع سعر الدولار، مع أنه تم رفع سعر الجرة من 5000 ليرة إلى 5300 ليرة، وبين من يقول إنه يُهرّب للنظام، وبين آخرين تساءلوا: "هل هي لعنة النظام.. لحقت بنا".


ترك تعليق

التعليق