البيع والشراء عبر الانترنيت.. استطلاع لآراء السكان في إدلب


انتشرت في الآونة الأخيرة، صفحات على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، لبيع وشراء البضائع من كافة المستلزمات، ومن الجديد والمستعمل. وبات الناس في إدلب، يعتمدون بشكل مباشر على البيع والشراء عن طريق نشر إعلان على "فيسبوك" لمن يحتاج شيئاً أو لمن يريد بيع شيءٍ، نظراً لعدم توفر الظروف الملائمة دوماً، للسفر وتسوق البضائع.

وللتفاصيل أكثر عن هذه الطريقة أجرى "اقتصاد" استطلاع رأي مع بعض سكان مدينة إدلب، عن هذه التجربة ومدى نجاحها.

وفي بداية جولتنا التقينا "أبو أحمد"، بائع لديه معرض سيارات، ليفيدنا ببعض المعلومات عن مدى نجاح هذه الطريقة، وأكد لنا أن 70% من الزبائن تأتي عن طريق الإعلان في مواقع التواصل الاجتماعي، حسب وصفه. ويضيف بأن أغلب الناس تبحث عن طلبها في الصفحات التي تناسبهم وتتواجد بها طلباتهم، "فمثلاً نحن كبائعي سيارات جديدة عندما يأتيني نوع جديد من السيارات نقوم بتصوير السيارة مع بعض المعلومات عنها وننشرها في فيسبوك وتبدأ الناس بالسؤال عنها وطلب العنوان لتأتي وتشتريها. فأغلب الناس أصبحت تعتمد على هذه الطريقة، فاليوم باتت الصفحات منتشرة بشكل كبير وملفت للانتباه، والزبون يحصل على ما يريد عن طريق الانترنت وعبر صفحات تناسب احتياجاته".

وفي لقاء آخر مع صاحب متجر لبيع البيضات والمفروشات لتجهيز العرائس، يدعى "إياد"، أكد لنا أن بضاعته يشتريها عن طريق منشورات للبيع بالجملة نظراً لعدم القدرة على الوصول إلى التاجر إن كان خارج حدود "المحرر". وأما بالنسبة للبيع عن طريق المنشورات في صفحات التواصل الاجتماعي، أضاف: "صفحتي اليوم يتابعها 16 ألف متابع وبيعي يعتمد بشكل كبير جداً على تنزيل البضائع والعروض على الصفحة، فهنالك بعض الزبائن يكونون في مكان بعيد، فيشترون القطعة التي يريدونها عن طريق الصفحة، ونتفق على السعر ويأتون بعد مدة نتفق عليها، لأخذ البضاعة ودفع ثمنها".

وفي متابعه لهذا الموضوع، التقينا مجموعة من الشابات في محل لبيع الألبسة الجاهزة، وعن رأيهن بطرق البيع والشراء عبر الانترنت، أكدنَ لنا أن الواحدة منهن قبل النزول إلى الأسواق والتسوق تتصفح أغلب الصفحات التي تعمل في المجال المطلوب وتسحب الصور التي تعجبها من بضائع وتأخذ العنوان لتشتري ما تريد.

 وعلى حسب وصفهن، فهذه الطريقة توفر لهن الوقت والجهد الكبير مقارنة بالمشي في الأسواق والبحث عما يريدون.

وأضافت إحداهن خلال حديثها لـ "اقتصاد"، أن المحلات تتنافس فيما بينها على الصفحات، وتضع عروضاً وبضاعة جيدة كي يكون لهم الحظ الأوفر في الوصول إلى المستهلكين، وهذا لصالح الزبون على حد وصفهن.

وضمن سياق الجولة، كان لنا لقاء مع شاب بُترت ساقه جراء قصف النظام على المدينة، ويعمل في شراء وتسويق البضائع عن طريق الانترنت ويدعى "سامر". وفي بداية حديثه، قال "خطرت لي فكرة البيع والشراء عن طريق النت بعد العجز الذي حصل لي من القصف وبتر ساقي فأصبحت اليوم عاجزاً ولا أستطيع العمل عند أحد فقررت أن أتواصل مع تجار الجملة من باقي المحافظات وحتى التجار المقيمين خارج سوريا وأقصد هنا تركيا لسهولة توصيل البضائع إلى المحرر".

وتابع: "وهنا يبدأ عملي بأخذ كافة الموديلات للألبسة وطرحها عن طريق صفحتي على فيسبوك والتي يتابعها أكثر من 60 ألف مشاهد، وفي هذه الحالة يتم سؤالي عن السعر والكمية والألوان وما شابه، وتُعقد صفقة البيع وشراء البضائع، بتحديد موعد أتفق فيه مع الزبون في مكان ما، وأسلمه البضاعة بعد وصولها. وطبعاً في بداية الأمر أستلم رعبون من الزبون (يقصد هنا دفعة سلف)، قبل مجيء البضاعة، كي أضمن حقي إن أخلف الزبون معي".

ومتابعة لهذا الموضوع أجرينا لقاءً صوتياً مع أحد التجار، ويقيم في مدينة حلب، ويعمل في بيع الأحذية، أكد لـ "اقتصاد":
"زبائني اليوم أغلبها في إدلب وريفها، وبيعهم يتم عن طريق الصفحة نظراً لعدم الوصول إلى بعضنا، ويتم إرسال الصور للبضائع، والزبون يختار الصنف المطلوب ويتم إرسال المبلغ ثمن البضاعة عن طريق الحوالة المالية، وإرسالها بالشحن إلى إدلب".

وأضاف أيضاً: "تُعتبر منصات التواصل الاجتماعي من أساسيات العمل في يومنا هذا، وأغلب الناس أصبحوا يعتمدون عليها بشكل كبير. فالناس أصبحت تشتري ما تريد عن طريق هذه المواقع لما توفره من وقت وجهد كبير للبحث عن المطلوب".

وتزداد أهمية البيع والشراء عن طريق النت، في المناطق المحررة، نظراً لما تمر به تلك المناطق من استهداف من جانب نظام الأسد، وقصف بالطيران الروسي والأسدي، من حين لآخر، وقطع للطرقات في بعض الأحيان.

ترك تعليق

التعليق