الميليشيات الشيعية تتوسع في جنوب دمشق.. وتشتري عشرات العقارات


تحت وطأة الأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي تضرب مناطق سيطرة النظام، وحالة الغليان الشعبي وفقر الأهالي، تستغل الميلشيات الإيرانية الوضع في مناطق ريف دمشق، وتتوسع على حساب الأهالي، عبر شراء منازلهم بمبالغ زهيدة.
 
مصادر محلية قالت لـ "اقتصاد" إن الميلشيات الشيعية اشترت عدداً من المنازل عن طريق وسطاء من تجار العقارات الذين  يتولون عمليات الشراء في منطقة المشتل وحجيرة، التي لا تبعد سوى مئات الأمتار عن منطقة السيدة زينب، التي تتخذها الميليشيات الشيعية معقلاً رئيساً لها في سوريا.

"أبو أحمد" (اسم مستعار)، من سكان منطقة "المشتل" ويقطن في بلدة الكسوة بريف دمشق الغربي، قال في حديثٍ لـ "اقتصاد": "أُجبرت على بيع منزلي المؤلف من عشرة قصبات الواقع على الطريق العام الذي يصل السيدة زينب بالعاصمة دمشق والمناطق الأخرى، وذلك بعد التهديدات التي أتتني من أشخاص محسوبين على الميليشيات الشيعية".

وأضاف: "بعت منزلي منذ عدة أيام بمبلغ قدره مليونين ليرة سورية أي ما يقارب 4 آلاف دولار أمريكي، وذلك بعد أن قطعت الأمل بالعودة إلى منزلي ولا سيما بعد رفض موافقة العودة إلى المنطقة من قبل المخابرات الجوية، لأسباب لم يتسن لي معرفتها، لكن علمت أن الميليشيات الشيعية المتواجدة في السيدة زينب لا تريد عودة أحد من أهالي  حجيرة والمشتل".

وأشار بأن عشرات العقارات اشترتها الميليشيات الشيعية في شارعي "علي الوحش" و"غربة"، خلال الأسابيع الماضية، حتى أنها قامت بشراء المنازل المهدمة بهدف توسعها في المنطقة والمحافظة على وجودها، وذلك بحسب محدثنا.

وأفاد مصدر آخر، من المطلعين على تطورات الأمور في المناطق المشار إليها، بأن أصحاب المكاتب العقارية الذين يتولون عمليات الشراء والبيع للميلشيات الشيعية يستغلون أوضاع الأهالي والفقر، فيقومون بالاتصال بهم ويعرضون عليهم مبالغ زهيدة لبيع عقاراتهم سواء أكانت مدمرة أو صالحة للسكن، لا سيما أنهم يقولون لهم بأنه (لا يوجد عودة لكم إلى بيوتكم)، فيضطر الأهالي للبيع.

وأردف المصدر بأن عمليات البيع لا تتركز على أصحاب المنازل النازحين في الريف الدمشقي فحسب، إنما تشمل المهجرين قسراً إلى محافظة إدلب، حيث تتم عمليات البيع بتوكيل أحد الأشخاص في مناطق سيطرة قوات الأسد، وبتقديم تسهيلات كبيرة له عن طريق الوسيط العقاري الذي يتولى عملية البيع والشراء لصالح الميليشيات الشيعية في المناطق المتاخمة للسيدة زينب.

وكانت قوات النظام المدعومة بالميلشيات الشيعية المتمثلة بالإيرانية والأفغانية والعراقية وغيرها.. قد سيطرت على قسم من مناطق جنوب العاصمة دمشق (الذيابية، حجيرة، المشتل، البويضة، سبينة، مخيم الحسينية..) وذلك في أواخر عام 2013، بعد إطلاق عملية واسعة أطلق عليها، حينها، اسم "دبيب النمل". وهُجّرت سكان تلك المناطق إلى مناطق أخرى من جنوب دمشق التي كانت خاضعة حينها لسيطرة المعارضة، والتي هُجّرت بدورها في شهر أيار من عام 2018، من كامل جنوب دمشق.

وسبق أن اشترت الميلشيات الشيعية عن طريق وسطاء محليين، عدداً من المنازل على طريق ببيلا - السيدة زينب، بأسعار باهظة الثمن، على عكس ما يحصل في منطقة حجيرة والمشتل، كون أغلب سكان تلك المناطق فضلت البقاء تحت سيطرة النظام على التهجير إلى محافظة إدلب.

ترك تعليق

التعليق