إيران "القوة النفطية" أمام رياح أمريكية لإطفاء شعلة اقتصادها


تعيش إيران (القوة النفطية) في أوبك والعالم، حاليا، أبرز تحدياتها الجيوسياسية والاقتصادية منذ الاتفاق النووي 2015، ويتمثل في وقف كامل لصادراتها النفطية، مصدر الدخل الرئيس، بفعل عقوبات أمريكية.

الإثنين الماضي، فاجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أسواق النفط العالمية، بإعلانه وقف إعفاء 8 دول من عقوبات شراء النفط الإيراني، كانت حصلت عليه نهاية 2018، اعتبارا من 2 مايو/ أيار المقبل.

والبلدان الثمانية الحاصلة على الإعفاء الأمريكي: تركيا، والصين، والهند، وإيطاليا، واليونان، واليابان، وكوريا الجنوبية، وتايوان.

تعد الصين أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، تليها الولايات المتحدة، بينما الهند تأتي ثالثا، واليابان رابعا، ثم كوريا الجنوبية خامسا.

وتقول واشنطن، إن النظام الإيراني يحصِّل 40 بالمائة من دخله عبر مبيعات النفط، بقيمة 50 مليار دولار سنويا، قبل دخول العقوبات حيز التنفيذ، والتي حرمته من أكثر من 10 مليارات دولار.

في مايو/ أيار 2018، أعلن "ترامب" انسحاب بلاده من الاتفاق النفطي، وأعاد فرض عقوبات دخلت حيز التنفيذ في أغسطس/ آب ونوفمبر/ تشرين ثاني 2018، طالت صناعة النفط، وعقوبات مالية ومصرفية، وتجارية.

تشير بيانات منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، أن إنتاج إيران النفطي بلغ 3.822 ملايين برميل يوميا، في مايو/ أيار 2018.

وبدأ الإنتاج يسجل تراجعا، بعد امتثال شركات نفطية وأخرى ذات علاقة، للإعلان الأمريكي، وبدأت تنسحب من السوق الإيرانية، أبرزها توتال الفرنسية وميرسك تانكرز الدنماركية.

في يونيو/ حزيران الماضي، تراجع إنتاج طهران النفطي إلى 3.79 ملايين برميل يوميا، و3.73 ملايين برميل في يوليو/ تموز، ثم 3.58 ملايين برميل في أغسطس/ آب.

وقبيل دخول العقوبات المتعلقة بالصناعة النفطية الأمريكية، ودخلت في نوفمبر/ تشرين ثاني 2018، تراجع إنتاج إيران إلى 3.45 ملايين برميل يوميا في سبتمبر/ أيلول، ثم إلى 3.33 ملايين برميل في أكتوبر/ تشرين أول.

كانت إيران حتى نهاية أكتوبر الماضي، ثالث أكبر منتج للنفط الخام في "أوبك"، تراجعت لاحقا إلى المرتبة الرابعة بعد السعودية والعراق والإمارات.

في نوفمبر/ تشرين ثاني الفائت، هبط إنتاج طهران النفطي لأول مرة، دون 3 ملايين برميل يوميا، منذ الربع الأول 2016، إلى 2.95 برميل.

ولم يتوقف تراجع الإنتاج الإيراني، ليسجل 2.72 مليون برميل يوميا في ديسمبر/ كانون أول 2018، وصعد قليلا إلى 2.73 ملايين برميل يوميا مطلع 2019.

يعود صعود إنتاج طهران الطفيف، إلى إعفاءات أمريكية لـ 8 دول بشراء الخام الإيراني، وإعلان الأخيرة قدرتها الالتفاف على العقوبات الأمريكية.

في فبراير/ شباط 2019، صعد إنتاج النفط الإيراني قليلا إلى 2.74 مليون برميل يوميا، ثم تراجع إلى 2.69 مليون برميل يوميا الشهر الماضي، بينما ينشد "ترامب" الوصول إلى "صفر" برميل صادرات بحلول الشهر المقبل.

وبين مايو/ أيار 2018 ومارس/ آذار 2019، تراجع إنتاج إيران النفطي بنحو 1.14 مليون برميل يوميا، يبلغ متوسط قيمتها اليومية 74.3 مليون دولار يوميا (متوسط سعر برميل 65 دولار).

وفق مسح الأناضول، يشكل إنتاج إيران النفطي من الطلب العالمي على الخام، وفق بيانات مارس/ آذار الماضي الصادرة عن "أوبك"، نحو 2.7 بالمائة، مقارنة مع 3.8 بالمائة في مايو/ أيار 2018.

يبلغ متوسط الطلب العالمي اليومي على النفط الخام، قرابة 99.8 مليون برميل يوميا، وسط توقعات لـ "أوبك"، وصوله إلى 100 مليون برميل يوميا بحلول النصف الثاني 2019.

ترك تعليق

التعليق