لماذا تُضيّق "قسد" على نازحي الرقة من أبناء دير الزور؟


أمهلت "قوات سوريا الديمقراطية - قسد"، النازحين من باقي المحافظات المقيمين في مدينة الرقة، 10 أيام، لتقديم كفيل من أبناء المدينة، حتى لا تضطر إلى ترحيلهم إلى مخيم عين عيسى، بريف الرقة الشمالي.

وأوضحت مصادر خاصة لـ"اقتصاد" من الرقة، أن "قسد" تعمل للتضييق على النازحين من أهالي دير الزور، وتتهمهم بالمسؤولية عن عمليات التفجير التي تحصل في المدينة من حين لآخر.

الناشط الإعلامي، شامل الأحمد، من الرقة، أكد لـ"اقتصاد" أن "قسد" تركز على أبناء دير الزور تحديداً، وتطالبهم بورقة الكفيل لدى مرورهم على الحواجز العسكرية داخل الرقة، موضحاً أنه "يتم استخراج ورقة الكفيل من (الكومين - مجلس الحي)، عبر كفالة أحد أبناء الرقة للنازح".

وأشار الأحمد إلى الانقسام الحاصل بين أهالي الرقة جراء هذه الإجراءات، بين مؤيد للخطوة كونها تساعد على الحد من عمليات التفجير الغامضة التي تشهدها الرقة من حين لآخر، وبين رافض لها، لكونها تفرق بين أبناء الوطن الواحد.

وقال إن "قسد التي تدرك أنها لا تحظى بقبول شعبي، تحاول التضييق على أهالي الرقة لضبط الأمن، والتهم جاهزة دائماً، إما الانتماء لخلايا تابعة لتنظيم "الدولة"، أو التعامل مع "الجيش الحر".

وعن أسباب التركيز على أبناء دير الزور، لم يستبعد الأحمد أن تهدف "قسد" بهذا الإجراء إلى إرغام أبناء دير الزور على العودة لمناطقهم، لتجنيدهم في المعارك المرتقبة في شرق دير الزور ضد المليشيات الإيرانية.

من جانبه، عدّ الناطق الرسمي باسم المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية، مضر حماد الأسعد، أن ما تقوم به "قسد"، إنما هو دليل إضافي على وجود مخططات تغيير ديموغرافي.

وأوضح الأسعد، في حديثه لـ"اقتصاد" أن هدف "قسد" هو إبعاد أبناء دير الزور عن منطقة شرق الفرات نهائياً، أي إجبارهم على التوجه للمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في شمال سوريا، أو إعادتهم إلى حضن النظام حتى يكونوا عرضة للتنكيل.

ويتفق الناشط السياسي السوري جاسم المحمد، مع ما ذهب إليه الأسعد، من حديث عن مخططات تتعلق بالتلاعب بتركيبة المنطقة السكانية.

ويقول لـ"اقتصاد"، إن "ممارسات (قسد) تجاه العرب في المنطقة الشرقية ليست جديدة، وإنما استمرار للسياسات القديمة"، مؤكداً أنه "بعد هزيمة (قسد) في عفرين، بدأت العمل وبقوة في المنطقة الشرقية، لتكون مناطق شرق الفرات بديلاً عن عفرين، وبدعم أمريكي".

ولا يُعتبر إجراء الكفيل أمراً جديداً، حيث طبقت "قسد" هذا الإجراء على النازحين إلى الحسكة وأريافها، مع بداية حربها على تنظيم "الدولة".

ترك تعليق

التعليق