نتيجة الثلوج والبَرَد.. خسائر بمليارات الليرات في طرطوس واللاذقية


شهدت مناطق الساحل السوري في اللاذقية وطرطوس تساقط الثلوج والبَرَدِ قبل بضعة أيام، وتسببت بخسائر مادية كبيرة في المحاصيل الزراعية وخاصة أشجار الفاكهة واللوزيات، وتقدر الخسائر بمليارات الليرات السورية.

وانخفضت درجة الحرارة في أغلب المرتفعات الجبلية في ريف جبلة والقرداحة والحفة وصافيتا ودريكيش والقدموس وكسب، وتعرضت أزهار أشجار التفاح واللوزيات للصقيع مما تسبب بتلفها وذبولها.

وقد تفاوتت الأضرار من منطقة إلى أخرى والمناطق التي يزيد ارتفاعها عن "600م" كانت عرضة للضرر أكثر من غيرها.

تمكن موقع "اقتصاد" من التواصل مع المهندس الزراعي "أحمد – ع" في مديرية زراعة اللاذقية، حيث أكد المهندس أن قيمة الأضرار الزراعية تُقدر بعشرات المليارات السورية، نظراً لتعرض معظم أشجار التفاح إلى موجة صقيع، تسببت بتلف شبه كامل لأزهارها التي كانت في أوجها وبنسبة تتجاوز "80%"، وكذلك فقد تأثرت غالبية أشجار اللوزيات "مشمش – دراق – لوز" بموجة الصقيع، بعد عقد ثمارها في المناطق الجبلية، مما أدّى إلى ذبولها وعدم اكتمال نضوجها وتساقطها على الأرض.

هذا وتشتهر جبال اللاذقية وخصوصاً ناحيتي كنسبا وسلمى بإنتاج كميات كبيرة من التفاح والخوخ سنوياً، ولكنها تعتبر المنطقة الأقل تضرراً وذلك ليس بسبب عدم التعرض للصقيع، وإنما بسبب تيبّس أشجار التفاح خلال الأعوام الماضية، نتيجة عدم حراثتها وتقليمها والعناية بها، ومنع نظام الأسد لسكان المنطقة المقيمين في مدينة اللاذقية أو المتواجدين في المناطق المحررة من العودة إلى قراهم، وإحياء بساتينهم ومزارعهم، بالإضافة إلى قطع أغلب الأشجار المثمرة من قبل قوات الأسد والقوات الرديفة المتواجدة في جبلي الأكراد والتركمان، والتجارة بأحطابها أو التدفئة عليها.

بينما كانت نسبة الضرر الأكبر في ناحية صلنفة نتيجة تساقط الثلوج والبرد، الأمر الذي أتلف الأزهار وتساقطت الأوراق وتضررت الفروع الخضراء على الأشجار بسبب حبات البَرَدِ كبيرة الحجم.

أما في منطقة القرداحة فقد تركّز الضرر في ناحية الجوبة بسبب الصقيع وهبوب الرياح الباردة جداً، وتسببها بتضرر شتول البندورة والفليفلة والتبغ والباذنجان.

هذا وقد جاءت هذه الأضرار في الوقت الذي تعاني منه الجبال الساحلية من الفقر الشديد نتيجة ارتفاع الأسعار، وفقدان المعيل لغياب غالبية شبابهم الذين قتلوا في المعارك أو نزحوا خارج سوريا هرباً من أداء الخدمة العسكرية الإلزامية والاحتياطية، أو أصبحوا مطاردين ينامون في الجبال تجبناً لملاحقتهم من قبل قوات الأمن.

وحسب مصدر خاص في مديرية زراعة طرطوس، فإن المهندس الزراعي "يوسف منى"، الموظف في مديرية زراعة طرطوس، حذّر من كارثة إنسانية قادمة مع زيادة الوضع المعاشي سوءاً، وانعكاسه على المقدرة الشرائية المتدنية أصلاً لدى الأهالي في ريف طرطوس، ووجه نداء إلى مديرية زراعة طرطوس من أجل تأمين وقود المازوت للمزارعين لتمكينهم من حراثة حقولهم، والإسراع بزراعتها بمواسم بديلة لتعويض خسارتهم المادية في أشجارهم المثمرة، كما طالب بتأمين أغطية بلاستيكية شفافة من أجل تأمين تغطية وتدفئة المزروعات الصيفية للحفاظ على ما تبقى.

ومن جانبها، تجاهلت مديرية الزراعة في كل من طرطوس واللاذقية، نداءات المزارعين. وقد أخبر مزارع من ناحية صلنفة "موقع اقتصاد" أن أحد المهندسين في مديرية زراعة اللاذقية علق على مناشداتهم بقوله "ليش نحنا عنا شي نقدملكن اياه، متلنا متلكن، لا مازوت ولا بانزين، ولا حتى أكل، الأفضل أن تشكو همكم وهمّنا إلى الله".

هذا وكانت البيوت البلاستيكية في محافظتي طرطوس واللاذقية قد تعرضت خلال الشتاء لأضرار كبيرة نتيجة العواصف التي اجتاحت الساحل السوري، ولم تقدم لهم دولة الأسد شيئاً، بل امتنعت عن تزويد مضخاتهم المائية وجراراتهم بالمازوت، وكان لهذا أثر في ارتفاع أسعار كافة الخضروات وقلة العرض عن الطلب.

ترك تعليق

التعليق