النظام طامع في زكاة أموال.. تجار دمشق


شن ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي الموالية للنظام، والذين تديرهم أجهزة المخابرات، حملة في الأيام الماضية، يطالبون فيها تجار دمشق، مع اقتراب شهر رمضان المبارك، بضرورة أن يدفعوا زكاة أموالهم إلى الدولة، والتي بدورها تتحمل مسؤولية جميع السوريين، بينما تعاني اليوم من الحصار وتعجز عن تأمين متطلباتهم من الحاجات الضرورية.
 
وربما هذا ما دفع غرفة تجارة دمشق، لعقد ندوة، شارك بها معهد الفتح الإسلامي، وبنك الشام الإسلامي، والعديد من الخبراء في مجال فقه الزكاة، حيث أوضح هؤلاء أن الزكاة يدفعها الأغنياء إلى الفقراء، ولا يجوز أن يدفعوها إلى الدولة.
 
وأكد عضو مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق، محمد منار الجلاد، أن الزكاة تعني بالجوهر أن يؤخذ المال من الأغنياء ويرد إلى الفقراء، مبيناً أن هذا المال لا يجوز أن يدخل في خزينة الحكومة ولا يمول مشاريعها.

ولتبيان أن الزكاة التي تعطى للفقراء تؤدي في النهاية إلى تنمية اقتصاد الدولة، وحتى لا يفكر النظام بأخذها، بيّن مدير غرفة تجارة دمشق، عامر خربوطلي، أن للزكاة آثاراً إيجابية كبيرة على التنمية الاقتصادية، وأثرها المباشر هو على الاستهلاك، لافتاً إلى أن الفقير عندما يزداد دخله يتوجه نحو الاستهلاك بعكس الغني الذي يتوجه إلى الادخار بنسبة أكبر، والاستهلاك مرتبط بالطلب الفعال، والطلب الفعال هو الذي يخلق العرض المقابل، ويتحول إلى دافع للاستثمار فيزداد الإنتاج وتزداد العملية الإنتاجية، وبالتالي يتحقق نشاط اقتصادي مهم.

وأشار إلى أن التضخم والذي يعتبر آفة اقتصادية تعاني منها سوريا، اليوم، هو ضريبة يدفعها الفقراء للأغنياء بعكس الزكاة تماماً، بمعنى كلما زاد التضخم يقوم الفقراء بتمويل الأغنياء، لأنه بالتضخم يدفع الفقير للغني، وهذه الحالة التي نعيشها اليوم في سوريا هي حالة الركود أو الركود التضخمي الناتج عن عدم التشغيل وعدم وجود عرض كافٍ، وعن كتلة مالية كبيرة جداً لكنها موزعة بطريقة غير صحيحة.

ترك تعليق

التعليق