صحيفة موالية تدافع عن التهريب وتقول إنه أنقذ البلاد في الثمانينات


شن رئيس تحرير صحيفة تشرين التابعة للنظام، السابق، زياد غصن، هجوماً على حملة التهريب التي تقودها الجمارك بتوجيه من الحكومة، معتبراً أن توقيت الحملة "لم يكن موفقاً" وأنه "ليس هناك بلد يواجه حصاراً اقتصادياً، تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، يكثّف من جهوده للحدّ من ظاهرة التهريب..!."

ويحمّل غصن موقفه لآراء يقول إنها موجودة في الشارع السوري، والذين يرون أن التهريب في أواسط الثمانينيات تحول إلى منفذ لجأ إليه العديد من السوريين لتأمين احتياجاتهم الضرورية.

ويرى غصن أن وجهة النظر السابقة "تستحق أن تناقش بموضوعية وعقلانية"، مشيراً إلى أن "مناقشة واقع ظاهرة التهريب يجب أن تأخذ بعين الاعتبار حقيقتين: الأولى ماهية الظروف الاقتصادية والسياسية التي تمرّ بها البلاد، والثانية أن التهريب يخدم في النهاية فقط مصالح أشخاص وعصابات لا يوجد في قاموسهم شيء اسمه مصلحة وطنية، أو رحمة بالعباد".

ويعدد غصن ، في إطار دفاعه عن خطأ الحملة الحالية على التهريب، ثلاث حالات يصبح فيها التهريب ظاهرة خطيرة، وهي: "عدم وجود ما يماثل أو يشابه السلعة المهرّبة في السوق المحلية"، "ارتفاع تكاليف الإنتاج المحلي، ومنافسة السلع المهرّبة بالسعر والجودة"، وأخيراً "ثقافة الاستهلاك المحلية التي ما زالت تفضّل السلعة الأجنبية، المستوردة أو المهرّبة، على المحلية".

ويضيف أنه في حالة سوريا، هناك حالة رابعة تشجع على التهريب تتمثل في الضخ الكبير للبضائع المهربة في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، وتسريبها بالتعاون مع أثرياء الحرب إلى الأسواق المحلية، وغالباً ما تكون هذه البضائع بجودة متدنية أو غير صالحة للاستهلاك بالنسبة للسلع الغذائية.

ويخلص غصن إلى أن تجاوز تأثيرات الحصار هو من مسؤولية مؤسسات الدولة، وما تضعه من خطط وسياسات لتحقيق هذا الهدف، وعندما تفشل المؤسسات لسبب من الأسباب تصبح جميع الخيارات مطروحة لكسر الحصار، في إشارة إلى السماح والتشجيع على التهريب.

هامش 1: ربما غاب عن بال زياد غصن أنه في الثمانينيات من كان يقوم بعمليات التهريب هم عائلة الأسد فقط، وقد أغرقوا الأسواق بسلع رديئة وبأسعار مرتفعة، جنوا منها ثروات طائلة، ثم تحولوا فيما بعد إلى عصابات، وهي التي أفرزت، ما يعرف اليوم بـ "الشبيحة".. فهل يتمنى العودة إلى ذلك الزمن الرديء، وتحت حجة مواجهة الحصار..؟
 
هامش2: ينتمي زياد غصن إلى منطقة سرغايا، والتي ينشط فيها التهريب لصالح عصابات الأسد، منذ الثمانينات وحتى اليوم.. وعلى ما يبدو أنه في هذا المجال يدافع عن مصدر رزق أهل مدينته، الذي تضرر في حلمة مكافحة التهريب.

ترك تعليق

التعليق