كيف استطاع النظام الدفع بالنازحين إلى مغادرة "الركبان"؟


ذكر رئيس المجلس المحلي لمخيم الركبان، محمد درباس الخالدي، أن نحو 13 ألف شخص غادروا المخيم الواقع قرب الحدود السورية الأردنية، إلى مناطق سيطرة النظام، حتى الآن.

وخلال حديث خاص لـ"اقتصاد" أرجع الخالدي خروج هذه الأعداد الضخمة نحو مناطق النظام، دون الحصول على ضمانات أممية، إلى الحصار المطبق الذي يفرضه النظام وروسيا على المخيم، وتردي الأوضاع الصحية.

واتهم رئيس المجلس في المخيم، الهلال الأحمر السوري بالتواطؤ مع النظام وروسيا، مبيناً أن المسؤولين في الهلال الأحمر عندما قاموا بإجراء استبيان داخل المخيم سابقاً، أعدوا تقريراً متكاملاً عن الموارد التي يعتمد عليها سكان المخيم، وأوصلوا هذه المعلومات للنظام والروس.

وأوضح الخالدي، أن النظام أحكم الحصار على المخيم، وقطع طرق التهريب نحو منطقة التنف، بعد أن حصل على معلومات كافية عن هذه الطرق من فريق الهلال الأحمر، حيث منع بالدرجة الأولى عبور المحروقات والأدوية، وثانياً الطحين.

ونتيجة لذلك، وصل سعر كيس الطحين (50 كيلو غرام) إلى 35 ألف ليرة سورية.

وقال الخالدي، إن ارتفاع سعر الغذاء وعدم توفر المال، دفع بالأهالي إلى المجازفة بحياتهم والذهاب نحو مناطق النظام، فضلاً عن تخوف الأهالي من إثارة الخلافات القبلية من بعض الجهات المحسوبة على أطراف إقليمية.

من جانبه، اتهم مصدر من داخل المخيم "جيش أحرار العشائر" المدعوم من الأردن بالتضييق على الأهالي، وخصوصاً أن الفصيل المذكور هو المسؤول عن حراسة النقطة الطبية التي أنشأتها اليونيسيف على الجانب الأردني من المخيم.

وبحسب المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، خلال حديثه لـ"اقتصاد" فإن "أحرار العشائر" منعه من التوجه إلى النقطة لإسعاف ابنه المريض، بسبب موقفه الرافض للتفاوض مع الروس حول تفكيك المخيم.

وأكد أن "الوفد الذي فاوض روسيا، هو تابع لجيش أحرار العشائر"، معتبراً أن "الفصائل الأخرى لا تستطيع الوقوف في وجه هذا الفصيل المفروض من الأردن".

وفي حين لم يتسن لـ"اقتصاد" الحصول على رد من "جيش أحرار العشائر"، اتهم رئيس المجلس المحلي لمخيم الركبان، محمد درباس الخالدي، "أحرار العشائر" بالمساهمة في تفكيك المخيم، من خلال تحكم الفصيل بحراسة الحدود الأردنية، وبالمنفذ الوحيد للمخيم نحو الأردن.

وبالمقابل أشار الخالدي إلى محاولة بعض سكان المخيم الخروج إلى الشمال السوري، بالاعتماد على الدراجات النارية، لافتاً إلى مقتل شاب، قبل أيام، نتيجة انفجار لغم وهو طريقه إلى الشمال السوري.

وكان النظام السوري دعا في شباط الماضي سكان المخيم للعودة إلى مناطقهم بعد إعلان حليفته روسيا فتح معبرين إنسانيين لتسهيل خروجهم إلى مناطق النظام.

ولا يزال المخيم القريب من قاعدة التنف، التي يستخدمها التحالف الدولي بقيادة واشنطن، يؤوي نحو 25 ألف نازح، ويعيش سكانه ظروفاً إنسانية صعبة، منذ العام 2016، بعدما أغلق الأردن حدوده مع سوريا.

ترك تعليق

التعليق