رمضانيات.. من سيموّل الطاقة الشمسية في مساجد سوريا؟


قرر النظام مع أول أيام شهر رمضان المبارك، الموافقة على مشروع وزارة الأوقاف، الذي كانت قد تقدمت به في وقت سابق، والذي يهدف إلى تزويد جميع المساجد في سوريا، والبالغ عددها 10350 مسجداً، بالطاقة الشمسية، لأغراض توليد الكهرباء وتسخين المياه.

المشروع بحسب وزارة الكهرباء، سوف يوفر على خزينة الدولة أكثر من 17 مليار ليرة سنوياً "نحو 3 مليون دولار"، بينما لم تذكر كلا الجهتين، الأوقاف والكهرباء، كم ستبلغ تكلفته..؟، والأهم من ذلك، من سيتحمل هذه التكلفة، ومن هي الجهة أو المتعهد الذي سيتولى التنفيذ..؟
 
هذه الأسئلة، هي أكثر ما طرحها الناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، تعليقاً على الخبر، وهي تعطي مؤشراً موضوعياً عن حالة المزاج العام السوري، الذي بات يرى أنه مهما كان العمل الذي يقوم به النظام خيّراً وجميلاً، فلا بد أن تقف خلفه نوايا شريرة، وخطط جديدة للفساد.

وكما في كل مرة، لا بد أن يخرج من يتساءل عن سر الاهتمام بالمساجد على حساب المدارس والجامعات، ولماذا لا يكون هذا المشروع موجهاً إليها، بدلاً من الاهتمام براحة المصلين.. ثم يرى هؤلاء، أن ما أوصل البلد إلى ما هي عليه اليوم من طائفية وتفتت اجتماعي، يعود بالدرجة الأولى، إلى مبالغة النظام في محاباته "للمؤمنين"، وأرباب الشعائر الدينية من المسلمين.. ويقصدون السنة تحديداً..

بكل الأحوال، لا يوجد ما يمنع أن تتحول جميع المساجد والمدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية للعمل على الطاقة الشمسية، وكون النظام وافق على مشروع وزارة الأوقاف لتزويد المساجد فقط، فهذا ليس لأنه يحابي "المؤمنين" وإنما لأنه يعلم بأنه لن يدفع فلساً واحد في هذا المشروع، بعكس لو أنه أطلقه في المدارس وباقي مؤسسات الدولة..

أغلب الظن، أو أنه هذا ما سيحدث، أن وزارة الأوقاف سوف تتوجه إلى جميع المشرفين على المساجد، من أجل البدء بجمع التبرعات.. وما أكثرهم أولئك الذين سوف يسارعون لبذل أموالهم في مثل هذا الشأن، ظناً منهم أن ذلك سوف يكفر عن ذنوبهم ويقربهم أكثر إلى الله..

فكيف وهذا العطاء يتزامن وشهر رمضان المبارك والكريم..؟!


ترك تعليق

التعليق