رمضانيات.. في تفسير أسباب غلاء السلع في رمضان


قبيل رمضان بيومين، تناقلت وسائل إعلام النظام وعداً من تجار دمشق بأنهم لن يرفعوا الأسعار مهما كانت الظروف، حتى لو أدى الأمر لخسارتهم.

وأشادت تلك الوسائل بهذا الموقف النبيل من قبل التجار وكيف أنه يتناسب وبركات شهر رمضان المبارك، التي بدأت قبل أن يبدأ الشهر الكريم.

اليوم هناك حديث على كل هذه الوسائل يشير إلى أن الأسعار ارتفعت خلال أول يومين من رمضان بأكثر من 10 بالمئة، وعلى جميع السلع الغذائية.

والأهم من ذلك أن وزارة التموين، وعلى لسان معاون الوزير الذي يدعى جمال شعيب، اعترف بهذا الارتفاع بالأسعار وقدره بنحو 15 بالمئة، وأكد من جهة ثانية أنه لا يمكن تثبيت الأسعار إلا في حالتين، إما باعتماد سعر صرف ثابت ومحدد للدولار لتمويل المستوردات، أو عبر رقابة تموينية واسعة ومشددة لا تسمح للتجار برفع الأسعار.

وأضاف المسؤول أن كلا الحالتين لا يمكن تطبيقهما، معتبراً أن الوعود بتثبيت سعر صرف الدولار للمستوردات غير ممكن على أرض الواقع، كما أن الوزارة لا تملك الكوادر الكافية لمراقبة الأسواق.

طبعاً ما لم يوضحه المسؤول، هو أن هناك سعر صرف ثابت لدولار الاستيراد من قبل المصرف المركزي، إلا أنه ما هو غير موجود، هو الدولار ذاته، والذي بدأ التجار بتأمينه عبر السوق السوداء، بعد إعلان المصارف الحكومية والخاصة عن توقفها عن تمويل التجار بالدولار وفقاً لأسعار الصرف المحددة من قبل المصرف المركزي.. والسبب هو الفارق الكبير بين السعرين والذي وصل إلى أكثر من 140 ليرة سورية.
 
وفي هذه الحالة من الطبيعي أن ترتفع الأسعار في الأسواق، وبالذات المواد الغذائية المستوردة، كالرز والسكر والزيت والشاي وغيرها.. وزاد الطين بلة في الآونة الأخيرة، فقدان مادة المحروقات ورفع أسعارها لما بعد الشريحة المدعومة، ما تسبب بزيادة كلف الإنتاج إلى أكثر من 20 بالمئة..
 
مشكلة النظام أنه يحاول أن يهرب باستمرار إلى الأمام، ويلقي باللوم على الشعب السوري، بما تتعرض له البلد من أزمات، سواء اقتصادية، أم سياسية، مدعوماً بماكينة إعلامية تريد أن تقنع السوريين بأنهم فاسدون ومأجورون وإرهابيون.. وبأن أجهزة المخابرات والجيش، وحدها من تدافع عن البلد وتحميها..
 
قال لي صديق من دمشق قبل يومين متهكماً على هذا الخطاب الإعلامي الصفيق: "المهم أن يظل سيادته بخير.. ويقصد مختار حي المهاجرين".


ترك تعليق

التعليق