بين الحظر والموافقة.. دخول محدود لمدنيين من إدلب، نحو الريف الشمالي لحلب


تتضارب المعلومات حول حظر دخول المدنيين الفارين من القصف والمعارك المحتدمة في ريف حماة وإدلب باتجاه عفرين ومناطق (درع الفرات) بريف حلب الشمالي. وسواء كان الحظر قائماً أو العكس فإن عشرات العائلات النازحة من المعارك تمكنت من دخول المنطقة الآمنة التي تخضع لفصائل تابعة للجيش الوطني بإشراف تركي. الأخذ والرد حول الموضوع يعزوه البعض لرغبة تركيا في منع تراكم المزيد من المدنيين في المنطقة. وهو ما وُجِه بضغوط من قبل نشطاء وإعلاميين بهدف فتح الطريق أمام مئات الفارين من الموت.

مصادر تحدثت لـ "اقتصاد" حول منع دخول المدنيين خلال أول ثلاثة أيام من التصعيد الروسي على إدلب، لكن سرعان ما تم فتح الطريق أمام سيارات المدنيين نحو المنطقة.

شاهد من السكان يدعى "أبو جعفر" قال لـ "اقتصاد": "كنت متجهاً إلى مدينة عفرين أول أيام رمضان. وجدت الأتراك ومعهم عناصر تابعة للفصائل على حاجز دير بلوط وهم يمنعون سيارات النازحين المحملة بعفش المنازل. في النهاية عادت جميع السيارات المحملة بالعفش إلى إدلب".

"أبو جعفر" تمكن من زيارة المنطقة ثم العودة إلى إدلب، لأن الزيارة ليست ممنوعة، أما دخول العائلات النازحة فهذا هو المحظور ما لم يكن الدخول عبر الواسطة، حسبما يشير "أبو جعفر".

حظر الدخول خلال الأيام الأولى فقط أكده الناشط "سامر تركماني" وهو من سكان مدينة الباب بريف حلب الشمالي.

تركماني قال لـ "اقتصاد": "دخل قسم جيد من النازحين إلى منطقة غصن الزيتون وخاصة جنديرس وأكبر دليل على ذلك؛ الطلب الشديد على البيوت للإيجار وكثافة السيارات المحملة بعفش البيوت".

تركماني تابع بالقول: "نعم تم منع المدنيين من دخول المنطقة في أول يومين فقط. لكن الآن تدخل الناس والأمور ميسرة. كما أن أحوال النازحين صعبة جداً".

الدخول إلى مدينة عفرين -بحسب تركماني- مسموح للنازحين. كما أن أي شخص بإمكانه الحصول على ورقة من أي مجلس محلي بعفرين تسمح له بالعبور نحو مناطق درع الفرات مثل جرابلس واعزاز ومارع وغيرها.

"مصطفى الحلبي" أحد المدنيين الذين عبروا حاجز دير بلوط باتجاه عفرين منذ يومين. قال لـ "اقتصاد": "تمكنت من الدخول بعد عناء وتفتيش دقيق". وفقاً للحلبي، يتم تفتيش السيارات بشكل كامل وفي حال كانت الأعداد كبيرة يطلب من أصحابها العودة أو يتأخر تمريرهم لعدة ساعات.

الناشط "محمد أتارب" قال لـ "اقتصاد": "في اليوم الأول لم يوجد منع فعلي لكن في اليوم الثاني للتصعيد تم منع المدنيين من دخول عفرين. لا نعلم السبب بالضبط هل هو نتيجة العدد الكبير للمدنيين المارين أم أنه مجرد إجراء أمني؟، لكن الأمور انحلت على ما أعتقد. نحن كنشطاء وصحفيين نضغط للسماح بدخول المدنيين".

في المقابل تحدثت مصادر لـ "اقتصاد" حول مرور عشرات الأسر خلال الأيام الماضية نحو عفرين ليتم حظر الدخول منذ يومين فقط. الناشط الصحفي "بشار فاندو" قال لـ "اقتصاد" إن قرابة ألف أسرة دخلت من حاجز دير بلوط وهو أول حواجز منطقة (غصن الزيتون) التي تضم عفرين وريفها. المصدر تحدث عن توزع هذا العدد في المنطقة ليتم بعد ذلك منع دخول المدنيين من قبل الجيش الوطني بحجة اكتفاء المنطقة التي لم تعد تستطيع استيعاب عائلات جديدة.

الناشط "معن شيخ نايف" أشار إلى أحاديث يتداولها الناس في منطقة (درع الفرات) حول دخول عشرات المدنيين الذين أقاموا في اعزاز وبزاغة والقباسية وغيرها. "شيخ نايف" أكد أنه لم يشاهد أي من هذه العائلات في المنطقة موضحاً أن" جميع هذه المعلومات متداولة بين الأهالي".

من جانبه نفى "شريف الصالح الحجي" وهو من سكان مارع - (درع الفرات) رؤيته لأي من نازحي إدلب في منطقته. مشيراً لـ "اقتصاد" إلى أن عبور العائلات نحو مدينة عفرين واعزاز والباب وجرابلس ممنوع. أما الدخول من دير بلوط نحو جنديرس وضواحيها فهناك عائلات توزعت في تلك المنطقة المتاخمة لأطمة بريف إدلب.

الناشط "عثمان الأحمد" أكد صحة المعلومات التي تتحدث عن منع دخول المدنيين الفارين من المعارك نحو الريف الشمالي لحلب. مضيفا أن حاجز دير بلوط وهو الممر الوحيد للمدنيين نحو عفرين ومناطق درع الفرات هو من يقوم بمنع المدنيين من المرور نحو المنطقة.

الإجراءات التي يتداولها السكان حول منع الدخول أثارت مدونيين على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك". حيث تساءلوا حول "تحول عفرين ودرع الفرات لدولة أخرى تتبع للحكومة التركية". وإلا.. فإن "من حق كل سوري دخول المنطقة بحثاً عن الأمان المفقود من معظم بلدات ومدن الريف الإدلبي!!".



ترك تعليق

التعليق