وجبة محترمة على إفطار رمضان.. قد تنال من ثلث راتب الموظف السوري


الكبسة والملوخية والكباب والمقلوبة، هي الأكلات الرئيسة التي يباهي فيها السوريون في ولائهم وفي رمضان على وجه الخصوص. ولكن منذ عدة رمضانات فائتة، بدأت تنحسر هذه القائمة الدسمة بسبب الغلاء في أماكن سيطرة النظام، وضيق ذات اليد والحصار في مناطق المعارضة، أي أن السوريين عموماً بدون وجباتهم القديمة وبات لهم رمضانهم الفقير.

الغلاء يكسر الروح

لم تفلح وعود النظام ومؤسساته في تخفيض أسعار اللحوم والخضار على الأقل، وكذب التجار كعادتهم في الشهر الفضيل على حكومتهم وعلى الناس، في الابقاء على الأسعار كما كانت قبل رمضان.

جريدة تشرين الموالية للنظام نقلت في تحقيق لها واقع رمضان لجمهور الدمشقيين الذي حرموا من وجباتهم بسبب ارتفاع أسعار اللحوم مع بداية الشهر الكريم إذ وصل سعر بعض أصناف اللحوم الحمراء إلى 7 آلاف ليرة، والفروج 1300 ليرة، وهذا ما أدى بحسب وصف الجريدة إلى "جعل الكثير من الأطباق الرمضانية تشطب من لوائح الموائد الرمضانية مثل الكباب بأنواعه والملوخية والكبسة والمقلوبة، إذ أصبحت تلك الأطباق صعبة التحضير على عائلة ذات دخل محدود".

الوجبة تساوي ثلث الراتب

تشرين الموالية ذهبت إلى حساب تكلفة الوجبة الواحدة للعائلة لتتراوح ما بين 4- 10 آلاف ليرة، وأما في حسابات الفطور العادي الخالي من اللحم فالحسبة أيضاً عسيرة ومرهقة في ظل ارتفاع أسعار الخضار بكافة أنواعها.

"أم ابراهيم"، ربة منزل، تحدثت لـ "اقتصاد"، وحسبت تكلفة وجبة بسيطة، لتستنتج أنها تتجاوز 4000 ليرة سورية: "كيلو البطاطا بـ 400 ليرة، والبندورة 450 ليرة، وجرزة البقدونس ارتفعت لـ 75 ليرة، ولتر الزيت البناتي بـ 600 ليرة، وكيلو الرز بين 500- 700 ليرة، والبرغل 350".

اما العصائر وهي من أساسيات الطاولة الدمشقية فيقول "أبو خالد": (الجو هذا العام رحمنا من العطش فما زالت الحرارة معتدلة وهذا ما خفف من استهلاكنا لها).

الحلويات تمر مرور الكرام على أغلب بيوت متوسطي الحال والفقراء، وأما من يستطيع شراءها فهم المقتدرون واللصوص، ولهذا يشكو (مصطفى.ع) وهو صاحب محل حلويات أن ارتفاع أسعار المواد الأولية التي يتحكم بها التجار الكبار هي السبب في ذلك، وهذا ما حرم أغلب السوريين من التسوق فالضرر واقع على الطرفين، أما الأسعار فهي: "النمورة 2000 ليرة، عصملية 2500 ليرة، هريسة بالمكسرات 2500 بينما الهريسة العادية 1500 ليرة، العوامة والمشبك وهي من أرخص الحلويات الشعبية بين 800- 1200 حسب الجودة".

الذكريات لا تنفع
 
ما زال السوري يتشبث بذكرياته عن الشهر الكريم بعاداته وأطعمته، ومع ذلك يتحسر "أبو رائد" على تلك الأيام: "الذكريات لا تنفع، والسوري في أبشع أيامه، ويبدو أن الأيام القادمة أكثر سوءاً، وما زلنا نحاول التمسك بالصبر، ونأمل في أيام ربما تكون أفضل".

في ريف دمشق الغربي لم تعد زحمة ما قبل الافطار هي السائد في شوارع بعض المدن الصغيرة، وبالكاد حسب "خالد"، "يمكن أن يذهب الأب بصحبة ابنه الصغير ليشتري رغيفين من خبز رمضان أو كيس من التمر هندي والعرق سوس فقط ليتذكر أبناؤها بعضاً من أيام رمضان التي عشناها، وبقية الأشياء يمكن أن يرويها في سهرة دون كهرباء".


ترك تعليق

التعليق