1000 عائلة تعيش تحت خطر الموت في خان شيخون.. بسبب الكلفة الباهظة للنقل


في كثير من الأحيان تجبر الظروف الاقتصادية عشرات السكان الذين يعيشون في المناطق الساخنة أو التي تتعرض للقصف شمالي سوريا؛ على البقاء في بيوتهم مهددين بالموت في أي لحظة، أو تحت أشجار الزيتون هرباً من القذائف المتساقطة بالعشرات.

وهذا ما يحدث اليوم في بلدة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي (تبعد 37 كم عن حماة) حيث تقول مصادر أهلية لـ "اقتصاد" إن قرابة ألف أسرة لا تزال تقطن في البلدة التي تعرضت لهجوم بالأسلحة الكيماوية خلال العام 2017 و تتعرض لقصف شبه مستمر من مدفعية النظام والغارات الحربية التي تنفذها المقاتلات الروسية منذ التصعيد الأخير على إدلب.

الحكاية الأليمة بدأت كالتالي: في شباط الماضي أدى القصف الموسع الذي نفذته المدفعية الثقيلة للنظام السوري إلى حدوث موجة نزوح كبيرة من خان شيخون بعد أن خلف القصف أكثر من 50 شهيداً وعشرات الجرحى.

وفي الوقت الحالي تتعرض البلدة لقصف مماثل لكن عشرات السكان لم يوضبوا أمتعتهم تجهيزاً للنزوح إلى مناطق أكثر أمناً يمنعهم من هذا الإجراء الضروري للحفاظ على حياتهم، عائق مزدوج؛ كلفة النقل، والارتفاع الباهظ لأجرة المأوى في البلدات الشمالية الحدودية مع تركيا.

يقول "عبد الوهاب سفر" أحد سكان خان شيخون لـ "اقتصاد": "هناك عائلات بقيت في البلدة لا تملك قوت يومها فضلاً عن امتلاكها أجرة سيارة لنقل الأمتعة إلى مناطق النزوح".

تتجاوز تكلفة النقل إلى البلدات الشمالية الحدودية أكثر من 100 ألف ليرة سورية. وهو مبلغ كبير جداً بالنسبة للأسر محدودة الدخل والتي آثرت البقاء تحت القصف لعدم امتلاكها هذا المبلغ.

المبالغ الكبيرة التي تتجاوز 200 دولار والتي يضطر معظم النازحين لدفعها كأجرة شهرية للمنازل في مناطق النزوح كسرمدا والدانا وأطمة بريف إدلب الشمالي أو اعزاز وجرابلس والباب بريف حلب الشمالي جعلت التفكير بالنزوح من البلدة بالنسبة لهؤلاء.. أمراً أشبه بالمستحيل.

يعلق "سفر" قائلاً: "تجلس قرابة ألف عائلة بشكل اضطراري تحت رحمة القصف منتظرة الفرج من الله".

هذه العائلات -يتابع سفر- منسية حتى من الدعم الإنساني لأن المنظمات لا تدخل إلى أماكن وجودهم بحجة سلامة كوادرها.

ترك تعليق

التعليق