دير الزور.. الغذاء مقابل الانتساب للمليشيات الشيعية


لم يُكتب للخطط الإيرانية النجاح في ضم الكثير من أبناء ريف دير الزور الشرقي إلى مليشياتها، فلا زال الحذر من الانتساب إلى هذه التشكيلات الشيعية، السمة الغالبة على أبناء تلك المناطق، الأمر الذي دفع بإيران إلى تنويع أساليبها للضغط على الأهالي لزيادة أعداد المقاتلين المحليين في صفوفها.

وفي جديد هذه الأساليب، ذكرت مصادر محلية أن المنظمات الإيرانية الإغاثية حصرت توزيع المواد الغذائية بمقاتلي المليشيات الموالية لها، وعائلات قتلى المليشيات، في دير الزور وريفها.

تزامناً مع ذلك، منعت المنظمات الإيرانية، منظمة الهلال الأحمر من توزيع السلال الإغاثية على الأهالي، وذلك لإخضاعهم، ووضعهم بين خيارين، إما الانتساب للمليشيات الشيعية المنتشرة في المنطقة، أو الهجرة إلى مناطق أخرى.

جاء ذلك وفق ما أكدته صفحة "انتهاكات المليشيات الإيرانية في سوريا"، ومصادر خاصة لـ "اقتصاد"، موضحة أن المليشيات الإيرانية أحكمت سيطرتها على مكاتب التحويل المالية، وبدأت بالتضييق على حركة الأموال الواصلة إلى المنطقة.

وفي هذا الصدد، أكد مدير منظمة "العدالة من أجل الحياة"، جلال الحمد، لـ"اقتصاد"، أن المليشيات الإيرانية تقوم بإغراء الأهالي للانضمام إليها عبر وسائل عدة، منها المواد الإغاثية والرواتب، مشيراً كذلك إلى أن الانضمام للمليشيات الشيعية يُعفي الشباب من الالتحاق بالتجنيد الإجباري في جيش النظام.

وأوضح أن المنظمة الوحيدة التي تنشط في مناطق دير الزور، هي منظمة الهلال الأحمر السوري، ما يتيح للمليشيات الإيرانية التحكم بإيصال المساعدات إلى الأهالي.

لكن، ووفق الحمد، فإن المليشيات الإيرانية لم تُجبر الأهالي على الانتساب للمليشيات الشيعية.

الناطق الرسمي باسم "مجلس القبائل والعشائر السورية"، مضر حماد الأسعد، قال إن "أبناء دير الزور وريفها يرزحون تحت إجراءات قاسية من حصار وتجويع واعتقالات واغتيالات وعمليات خطف".

وأضاف لـ"اقتصاد" أن الهدف من ذلك جعل أبناء المنطقة يدينون بالولاء لإيران، وكذلك من أجل تشييع السكان، مبيناً أن "غالبية الأهالي يعانون من الفقر الشديد".

وأوضح الأسعد أن الأهالي اضطروا تحت وطأة الحاجة إلى إرسال الأطفال إلى المعاهد الشرعية الشيعية، والدورات العسكرية مقابل حصولهم على المساعدات الإغاثية والأموال من المليشيات والمنظمات الإيرانية، أو إلى بيع عقاراتهم وممتلكاتهم للمليشيات الإيرانية.

وأشار في هذا الصدد، إلى زيادة وتيرة شراء العقارات في دير الزور وريفها، من جانب المكاتب العقارية المرتبطة بإيران، مستفيدة من فقر الأهالي وتهجير القسم الأكبر منهم.

بدوره، أكد الناشط في مجال التوثيق، محمد الخلف، من دير الزور، لـ"اقتصاد"، أن المواد الإغاثية تصل من إيران والعراق إلى دير الزور، برفقة القوافل الدينية التي تأتي إلى زيارة المراقد الشيعية في المنطقة بمعدل قافلة في كل 20 يوماً.

وأوضح الخلف، أن المواد الإغاثية تُوزع على عائلات المنتسبين للمليشيات الشيعية، وذلك لتشيجع بقية العائلات على تطويع أبنائهم في المليشيات.

وبحسب الناشط فإن دير الزور وريفها تكتسي أهمية خاصة لإيران، كون المنطقة تعتبر الجسر البري الذي يصل العراق بسوريا.

ترك تعليق

التعليق