في سوريا الأسد.. حصة المتسول اليومية، براتب موظف حكومي


لأن كل شيء يسير في دولة التجانس الأسدية، خبط عشواء، تصدر التصريحات من مسؤولي النظام كما تجدها في وسائل إعلامه خالية من العلانية وبعيدة عن منطق حياة السوريين، وبعضها يميل إلى النكتة بينما تذهب تصريحات لتؤكد على أن هناك شراكة علنية ووقحة بين هؤلاء والفاسدين على اختلاف مستوياتهم.

دخل المتسول

آخر التصريحات الغريبة هي ما جاء على لسان ما يسمى مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في مجلس محافظة دمشق، شوقي عون، الذي قال إن "الدخل اليومي المتوسط للمتسول وصل إلى 35 ألف ليرة".

ولكم أن تضحكوا بين مصدق ومصدوم ومتسائل عن كيفية حساب هذا الرقم الذي أطلقه مسؤول وليس متكهن أو خبير تسول. ويذهب المسؤول الأسدي في استنتاجاته التي نقلتها جريدة الوطن المملوكة لرامي مخلوف، أن "99 بالمئة من المتسولين ليسوا بحاجة، بل اتخذوا من التسول مهنة للكسب وقد تم ضبط 3 مشغلين كبار".

تسول لا مهنة

الواضح من تصريح المسؤول الأسدي الصغير أنه يريد إيصال صورة رومنسية عن الواقع المعاش في دمشق العاصمة على الأقل، وأن من ينتشرون في شوارعها ليسوا فقراء أو معدمين إنما يمارسون مهنة، بل أن يذهب إلى اتهامهم بالجريمة لأنه يعملون لدى مشغلين كبار.

(محمد . ن) إعلامي من دمشق قال لـ "اقتصاد": "لم تكن العاصمة تغص بهذا الكم من المشردين والمتسولين في ذروة الحرب، وهذا الازدياد في أعدادهم ناتج عن الوضع الاقتصادي المزري الذي يعيشه المواطن".

"أبو مروان"، من سكان العاصمة، قال لنا بدوره: "من الممكن أن يكون هناك بعض المشتغلين بالتسول وهؤلاء نحن نعرفهم، ولكن المرمين على الأرصفة ليل نهار وفي الحدائق لا يجدون سوى التسول، والسبب أيضاً يعود إلى انعدام فرص العمل".

النظام يكذب

أخيراً صدرت دراسة تم تداولها منذ يومين عن (المركز السوري لبحوث السياسات) تتحدث عن أرقام مخيفة في الاقتصاد السوري والواقع المعاش للسوريين حيث قالت الدراسة إن "أكثر من 93 بالمئة من السوريين يعيشون في حالة فقر وحرمان، بينهم نحو 60 بالمائة في حالة فقرٍ مدقع".. وهذا ما يؤكد زيف التصريحات التي تحاول توصيف الوضع الاقتصادي بالمستقر، وفي وقت تتحدث فيه صحف النظام وصفحات الموالاة عن ارتفاع كبير في أسعار السلع الأساسية وفقدان لكثير من الأدوية ووسائل الحياة.

(خالد. ش) من سكان العاصمة أيضاً، يقول لـ "اقتصاد": "بالكاد السوري قادر على الحياة وتأمين ما يجعله صامداً أما حيتان السوق ولصوصه، ومن يستطيع أن يأكل ويشرب في سوريا هو مواطن آمن".

ترك تعليق

التعليق