بماذا يُخلط البنزين في مناطق سيطرة النظام؟


في "سوريا النظام"، حال المواطن السوري كحال من ينطبق عليه مقولة "تعود هالخد على اللطم". فلا يكاد يخرج الشعب السوري من أزمة وإذلال من النظام وأزلامه، حتى يسقط في أزمة أخرى وأخرى..

فما كادت تخف وطأة أزمة البنزين نوعاً ما، بعد رفع الدعم الحكومي عن المادة، حتى أعلنت وزارة النفط بأن البنزين المباع مطابق للمواصفات القياسية العالمية. وكان اللافت أن يكتشف السوريون أن البنزين- فقط- مطابق للمواصفات العالمية بالسعر، لكنه ليس مطابقاً لتلك المواصفات بالجودة. فالبنزين المباع بالسعر "الحر"، نصفه مازوت أو نفط، و"يضرب" طرنبات ومصافي السيارات، أو مخلوط بالماء وعند تعبئته في خزانات السيارات أو الموتورات تقع المصيبة وتتعطل عن الحركة.

 وكمثال، ما حدث في كازية "القدموس" بطرطوس، فالبنزين الذي تمت تعبئته للسيارات والموتورات كله "مي"، مما اضطر أصحاب السيارات والموتورات إلى رميه على الأرض، فلا سيارة تدور ولا موتور.. والناس صارت "تكفر بالعبرة" - على حسب ما جاء في وصف "حسن"، أحد شهود العيان الذين كانوا حاضرين للحادثة-.

كذلك الأمر في كازية "الشعلة" بحمص حيث يقول "أمجد": "تمت تعبئة البنزين للسيارات.. نصفه مي"، ويتابع شكواه بالإشارة إلى أن حاله كحال أصحاب السيارات الأخرى، حيث أنه: "كل (تعبايتين) بنزين بتنضرب المضخة بالسيارة وتكلفتها (10) آلاف ليرة سورية، مضختين كل 15 يوماً".

من كل مصيبة مستفيد
 
انعكست أزمة الطرنبات ومصافي البنزين للسيارات لتشكل موجة ربح لتجار قطع السيارات. فاليوم، مع موسم الأعطال نتيجة البنزين المدعوم والمخلوط ونسبة الماء المرتفعة فيه، تجار قطع السيارات "ما عم يلحقوا بيع مضخات ومصافي بنزين". ويتابع "أبو سعيد"، أحد من روى لنا مشاهداته بهذا الصدد، قوله: "أنا عم فك طرمبة البنزين كل شهر ونضفها وعم يطلع وسخ ومي عند كل عملية تنضيف".

وعن "أبو محمد"، شاهد عيان آخر، ننقل قوله: "البنزين وسخ لدرجة إذا بتعبيه ببيدون وبتحطو بالشمس وهو مفتوح لنص النهار رح منه كومة وسخ".

في حين "أبو وائل"- ميكانيكي "سوزوكيات"- قال لنا حول نوعية البنزين: "كل يوم عم فك دابوات بنزين عم تكون مسطمة من كتر الوسخ والمي المخلوط مع البنزين".

أما "أبو سامر" فيقول: "والله عم يعبولنا سياراتنا شاي مو بنزين، لك لما فكيت طرنبة البنزين لسيارتي طلعت محششة شكلا الطرنبة خريمة أركيلة".

البنزين بنكهة مشروبات رمضانية
 
لا تخلو هكذا أزمات ومصائب من نكهة الفكاهة الحمصية و"التنكيت"، وكأنها كوميديا سوداء، وهنا "أبو أحمد" في رأيه عن نوعية البنزين يقول: "البنزين السوري مدعوم وكامل الدسم"، ومثله "أبو كنان" فيرى أن: "البنزين صاير عرقسوس وجلاب ع رمضان هيك بيجي"، وفي المقابل ينصح "أبو حسن" أنه من المفيد جداً وضع كمية من التنر كل 3 تعبايات بنزين".

وأخيراً

يبدو أن مقولة "رمضان الخير والبركة"، تبقى بعيدة عن الواقع في كامل أرجاء "سوريا النظام". فلا خير في من باع الوطن للاحتلال الروسي والإيراني وغيرهم، ليبقى شخص أو عائلة، جاثمين على صدور السوريين رغماً عنهم.

ترك تعليق

التعليق