حرب من نوع آخر.. النظام يتعمد إحراق المحاصيل في أرياف حماة وإدلب


حمّل ناشطون النظام مسؤولية الحرائق التي تطال المحاصيل الزراعية في أرياف حماة وإدلب، موضحين أن النظام يتعمد إطلاق القذائف على المزروعة بالقمح والشعير، وذلك لحرمان الفلاحين من المواسم المنتظرة والمبشرة بعد موسم الأمطار الشتوية الجيد.

وفي هذا الصدد، وصف المحلل السياسي الدكتور مأمون السيد عيسى، ما يجري من حرق للمحاصيل بأنه "حرب اقتصادية" يشنها النظام على المناطق الخارجة عن سيطرته.

وقال لـ"اقتصاد" إن هذه الحرب تستهدف الحاضنة الثورية، وخصوصاً أن الموسم الحالي مبشر، بسبب كمية الأمطار الشتوية الجيدة.

وأضاف السيد عيسى، أن النظام بعد أن دمر بيوت الأهالي في المناطق القريبة من الجبهات، بدأ بإتباع سياسة حرق أرزاق الأهالي، معتبراً أن حرق المحاصيل هو جزء من مخططه لتدمير إدلب وتجويع الأهالي.

وأوضح أن غالبية الحقول التي تم إحراقها تتركز في سهل الغاب وفي ريف إدلب الشرقي وفي ريف حلب الجنوبي.

وتابع السيد عيسى أن المعارضة بعد أن أفشلت هجمات النظام، بدأ الأخير بصب جام غضبه على الحقول القريبة من الجبهات.

وفي مثل هذا الوقت من كل عام، تصبح محاصيل القمح والشعير قابلة للاشتعال بسبب قرب موعد جنيها.

من جانبه، أكد مصدر محلي لـ"اقتصاد" قيام مجموعات تابعة للنظام بجني المحاصيل الزراعية في المناطق التي تقدم إليها مؤخراً، وذلك على الرغم من عدم نضجها بعد.

وأوضح المصدر أن "الشبيحة قاموا بجني محصول البطاطا في مناطق كفرنبودة، والمضيق، تحت أنظار الجنود الروس، وذلك بعد أن نزح أصحابها".

كما أشار بالمقابل، إلى عمليات السلب "التعفيش" التي تعرضت لها المناطق التي سيطر عليها النظام في ريف حماة الشمالي.

وبحسب المصدر، فإن الأضرار التي لحقت بالمزارعين من أبناء هذه المناطق تقدر بمئات الملايين من الليرات السورية.

وقال إن النظام يعاقب سكان إدلب وريفها، مبيناً أن إدلب تعتمد بشكل رئيسي في تأمين مادة القمح لصناعة الخبز على المحاصيل التي يتم إنتاجها في أرياف حماة والمناطق السهلية القريبة منها، مضيفاً أن النظام يتعمد حرمان المناطق من الغذاء، وذلك لزيادة الفقر، وكذلك لتأليب الأهالي على المعارضة، وتحميلها من قبل الأهالي مسؤولية الخسائر الكبيرة التي تلحق بهم.

ووفق المصدر ذاته، فإن النظام اتبع سياسة تجويع الأهالي في المناطق الخارجة عن سيطرته منذ بداية الثورة السورية.

هذا وتشتهر أرياف حماة وإدلب بإنتاج القمح والبطاطا والخضروات، وغيرها من المحاصيل المروية.

ترك تعليق

التعليق