هل تراجع الاتحاد الأوروبي عن مقترح تأشيرة الدخول الإنساني؟


خلال العام 2018، وافق البرلمان الأوروبي على منح الضوء الأخضر لاقتراح يقضي بإصدار تأشيرات دخول إنسانية للاجئين إلى دول الاتحاد الأوروبي، وذلك  بغرض وحيد هو تقديم طلب الحماية الدولية، على أن يتم التصويت على الاقتراح بحلول 31 آذار/ مارس 2019، خلال جلسة للبرلمان الأوروبي خاصة بإقرار هذا المقترح ووضع الآليات المحددة له.

 إلا أن هذا التاريخ مرّ، دون أن يحمل أي جديد. ولم يتم إقرار المقترح. فهل تراجع البرلمان الأوربي عنه أم ماذا؟

 هذا ما يحاول "اقتصاد" الإجابة عنه في هذا التقرير.
 
الهدف من مقترح منح تأشيرة دخول أوروبية إنسانية
 
لمعرفة تفاصيل أكثر عن المقترح الأوروبي التقى "اقتصاد" بالمحامي المصري عصام حامد، محامي هيئة كير الدولية للاجئين، وقد حدثنا: "بالفعل حصل مشروع الاقتراح على أغلبية مطلقة بالبرلمان الأوروبي في نهاية عام 2018 حيث وافق عليه 429 عضواً، مقابل رفض 194 وامتناع 41 عضواً عن التصويت، وذلك بهدف تحسين إدارة ظاهرة الهجرة والحد من حالات الوفاة بين المهاجرين ومكافحة الإتجار بالبشر، ومثل هذا المقترح لو تم تطبيقه واقراره يشكل عامل أمان وطمأنينة لآلاف من اللاجئين في العالم ومنهم السوريين في دول جوار سوريا، والذين يبحثون عن فرصة لبداية حياة جديدة لهم ولعائلاتهم".

ويكمل حامد: "برغم الطلبات العديدة لتوفير طرق آمنة وشرعية لطالبي اللجوء في أوروبا، فإن الاتحاد الأوروبي يفتقر إلى إطار عمل ينظم عمليات دخول آمنة ومحمية مما يزيد من احتمالية الهجرة غير الشرعية الى أوروبا بسبب نقص الخيارات القانونية أمام طالبي اللجوء لإعادة توطينهم، وخير دليل على ذلك الأرقام التي تشير إلى ارتفاع  عدد المهاجرين الذين دخلوا دول الاتحاد الأوروبي عبر تركيا عام 2018 والذي ارتفع إلى 51 ألف شخص، بارتفاع نسبته 22 في المئة مقارنة بعام 2017 الذي شهد عبور 42 ألف شخص من تركيا إلى أوروبا، وهذا الرقم مرشح للزيادة هذا العام في حال لم يفِ الاتحاد الأوروبي بوعوده بهذا الشأن".

هل تراجع البرلمان الأوروبي عن مقترحه؟، أم تمهل؟

للإجابة على هذا السؤال التقى "اقتصاد" بالأستاذ علاء كريدي، مدير فريق "طموح" لخدمات السوريين في مصر، والذي حدثنا: "حصل المقترح على أغلبية ساحقة في تصويت للبرلمان الأوروبي، نهاية العام 2018، ومن ثم انتقل إلى المرحلة الثانية من النقاش النهائي، تمهيداً لإقراره. وأعلن الاتحاد الاوربي أنه سيناقشه على طريق إقراره في 31 آذار من عام 2019 ".

"وفي التاريخ المقرر للتصويت بالإقرار النهائي، تابعنا كفريق طموح موقع الاتحاد الأوروبي على الانترنت لمعرفة هل سيتم إقرار القانون أم لا وهل ناقشه البرلمان؟ ووجدنا أنه لا يوجد أي تصريح أو خبر عن هذا القرار.. وبناء عليه وكون كثير من اللاجئين ومنهم السوريون مهتم بهذا القرار والنتيجة النهائية له قمنا بمراسلة الهيئة الإعلامية في البرلمان الأوروبي عبر الايميل مستفسرين هل تم مناقشة القرار أو تم إقراره؟ وكان جوابهم أن مناقشة إصدار تأشيرة اللجوء الإنساني لا تزال ضمن جدول أعمال الاتحاد الأوروبي، ولا يزال الأخير مهتماً به. ولكن للأسف تم تأجيل مناقشته من تاريخ 31 آذار حتى تاريخ آخر لم يحدد بعد".

ويختم كريدي بالقول: "من خلال رد الهيئة الإعلامية للاتحاد الأوروبي ذكروا لنا أن دول الاتحاد الأوروبي منفصلة وبشكل غير رسمي، تتعامل مع مثل هذه الطلبات، وهذا برأيي يعني أنه يمكن للاجئين الراغبين بالحصول على تأشيرة دخول إنساني إرسال طلباتهم إلى سفارات دول الاتحاد الأوروبي في البلدان التي يقيمون بها مباشرة، وهذه السفارات تعالج طلباتهم. وبحسب ما نشره موقع البرلمان الأوروبي فإن هذه التأشيرات تمنح لحالات اللاجئين الواقعين تحت بند خطر الحماية المختلفة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر في حال وجود شخص من أقلية دينية ويتعرض لاضطهاد ديني وهو مضطر للهرب للحفاظ على حياته في هذه الحالة ينظر بطلبه بالإضافة الى حالات الحماية الأخرى وما يشكل خطراً وتهديداً على حياة اللاجئ".

ومن الجدير ذكره أن موضوع تأشيرة الدخول الإنسانية للاجئين يحظى بمتابعة واهتمام كبير من اللاجئين السوريين خصوصاً، وأمام وعود الاتحاد الأوروبي التي لم تجد بعد طريقها للتطبيق ستستمر حالات الهجرة غير الشرعية في أوساط اللاجئين، على الرغم مما يرافقها من حالات وفاة واستغلال وعذابات لا تنتهي.




ترك تعليق

التعليق