خسائر "كفرنبودة" الزراعية.. إحصاء، دون قدرة على التعويض


رغم استعادة السيطرة من قبل فصائل المعارضة على بلدة كفرنبودة بريف حماة الشمالي، إلا أن الوصول للبلدة لا يزال صعباً باعتبارها منطقة عسكرية تشهد معارك ضارية على عدة محاور.

وينتظر فلاحي البلدة عودتهم بفارغ الصبر لرؤية محاصيلهم الزراعية المتنوعة، والتي لا يفترض تركها بدون رعاية في هذه الفترة من العام مع دخول موسم الحصاد.

يحيى النمر (مزارع من كفرنبودة) نزح إلى مخيمات الشمال بعد احتدام المعارك في بلدته، قال لـ "اقتصاد": "وضعت كل ما أملك وزيادة في مشاريع زراعية في البلدة ولم أعد استطيع الوصول إليها".

يمتلك "النمر" ٦٠ دونماً مزروعاً، ٢٠ منها من القمح و٢٠ من الكمون وكذلك من البصل، بلغت تكلفتها قرابة 1.250 مليون ليرة سورية، ناهيك عن الجرار والمعدات الزراعية الأخرى التي اضطر محدثنا لتركها في البلدة.

"حاولت الدخول للبلدة بعد سيطرة الثوار عليها لكني لم أستطع الوصول للأرض بسبب القصف العنيف وقربها من تل عثمان التي ما تزال تحت سيطرة النظام"، يوضح "النمر".

تقدر نسبة الأراضي المزروعة ببلدة كفرنبودة بـ ٢٠ ألف و٧٠٠ دونم، والمزارع التابعة لكفرنبودة قرابة ١٠ آلاف دونم.

تتنوع بين الحنطة والحمص والبطاطا والثوم والخضار الصيفية، بالإضافة للكمون والعدس واليانسون ومحاصيل أخرى.

وتعرضت المحاصيل الزراعية لخسائر كبيرة نتيجة المعارك والقصف الذي شهدته المنطقة.

"عمار بكور"، مهندس بمديرية الزراعة التابعة لحكومة الإنقاذ بحماة، قال لـ "اقتصاد" إن هناك عدة أسباب للخسائر أولها تعمد قوات النظام حرق المحاصيل كالقمح والشعير بالإضافة للسرقات التي تعرضت لها محاصيل البطاطا من قبل قوات النظام عند سيطرتهم على البلدة.

ويوضح "البكور" أن المحاصيل كالخضار الصيفية بحاجة للماء والعناية فمعظمها تعرض للتلف نتيجة عدم قدرة الفلاح على الوصول لأرضه، كما أن محصول البطاطا في أول نضوجه وكان بحاجة للسقاية ومن الممكن أن تقل إنتاجيته بنسبة ٢٥% في حال سلم من الخراب والسرقة.

لم تقتصر الخسائر التي تعرض لها مزارعو كفرنبودة على المحاصيل الزارعية، حيث تم سرقة معدات زراعية كالمرشات ومضخات المياه من قبل قوات النظام عند سيطرتها على البلدة بحسب "البكور".

وتقوم مديرية الزراعة بتسجيل الخسائر وإحصاءها، وليس لديها القدرة على تعويض الأهالي المتضررين، وتعمل على توجيه مناشدات للجمعيات والمنظمات الانسانية التي تعنى بمساعدة الفلاحين.



ترك تعليق

التعليق