الرحيبة.. لا بطاقة ذكية، لمعظم الأهالي


يشتكي أبناء مدينة "الرحيبة" بمنطقة "القلمون" الشرقي، في ريف "دمشق"، من عدم حصول غالبيتهم حتى الآن على "البطاقة الذكية" التي فرضتها وزارة "النفط والثروة المعدنية" في حكومة النظام للحصول على احتياجاتهم من مادتي البنزين والغاز المنزلي، حالهم في ذلك حال بقية مدن وبلدات محافظة ريف دمشق.

مركز وحيد لاستصدار البطاقة الذكية

في هذا السياق، قال "محمد أمين" أحد أبناء مدينة "الرحيبة" في تصريح خاص لـ"اقتصاد"، إن عدداً لا بأس به من أهالي المدينة يجدون صعوبة بالغة في تأمين مادة الغاز المنزلي، وذلك بعد أن فرضت محروقات النظام قراراً يقضي بحصر استبدال أسطوانات الغاز المنزلي بـ "البطاقة الذكية"، ما يضطر بعضهم إلى البحث عن بدائل أخرى لتأمينها بتكاليف مرتفعة.

وأضاف: "افتتحت حكومة النظام في مدينة (الرحيبة) مركزاً لا يتعدى عدد موظفيه 6 أشخاص، وهذا المركز لا يخص أبناء المدينة فحسب، وإنما يشمل المدن المجاورة التي يأتي أبناؤها بدورهم إلى مبنى البلدية من أجل استكمال معاملة استخراج البطاقة ومن ثمّ الحصول عليها بعد ذلك".

وأردف: "يبلغ عدد دفاتر العائلة في مدينة (الرحيبة) لوحدها في الوقت الراهن نحو 8 آلاف دفتر، في حين لا يتجاوز عدد العائلات التي تمكنت من استخراج البطاقة 1500عائلة، لذلك كان من المفروض على مسؤولي الحكومة وموظفيها داخل المدينة، الانتظار لمزيدٍ من الوقت وعدم تفعيل العمل فيها حتى تتجاوز نسبة الحاصلين عليها من أهالي المدينة 90%".

ووفقاً لما أشار إليه "أمين" فإن البطاقات الواردة لمركز مدينة "الرحيبة" قليلة جداً ولا تسد العدد الكبير لدفاتر العائلة الموجودة فيها، كما أن المركز الخاص بإصدار البطاقات ضمن المدينة ليس باستطاعته استخراج أكثر من 40 بطاقة في اليوم الواحد، أي حوالي 1200 بطاقة في الشهر، وبالتالي فإن عشرات العائلات لن يتسنى لها استلام بطاقتها قبل مرور 6 أشهر.

صعوبة في تأمين الغاز المنزلي

بدورها، تواجه "أم حسين" وهي أرملة لديها ثلاثة أطفال، صعوبات بالغة ودائمة في تأمين أسطوانة الغاز، ومع أنها تقدّمت منذ نحو شهرين للحصول على "البطاقة الذكية"، وانتظرت-حينها-لمدّة ثلاثة أيام متتالية لتتاح لها فرصة تسجيل اسمها في قوائم المتقدّمين، لكنها وبعد أن حصلت عليها اكتشفت أنها غير مفعلة لسبب ما تزال تجهله حتى اللحظة.

وأضافت "أم حسين" في حديث خاص لـ"اقتصاد": "اضطررت خلال فصل الشتاء إلى شراء جرة الغاز بمبلغ 8 آلاف ليرة سورية، من السوق السوداء، بمعدل جرة واحدة كل 18 يوماً تقريباً، وحالياً أشتريها كل 25 يوماً، بمبلغ 5 آلاف ليرة سورية، وهو مبلغ مرتفع بالنسبة لي خاصة في ظل انعدام الدخل وغياب المعيل وارتفاع تكاليف المعيشة بشكلٍ عام في شهر رمضان".
 
من المسؤول؟

وحمّل "عبد القادر معطي"، أحد سكان المدينة، القائمين على مجلس بلدية "الرحيبة" المسؤولية الكاملة عمّا آلت إليه أوضاع الأهالي؛ إذ يرى أن محافظة "ريف دمشق" ما كانت لتعلن أن مدينة "الرحيبة" أصبحت جاهزة لاستخدام "البطاقة الذكية" باجتهاد شخصي منها، أي أنها استدعيت بناءً على طلب مجلس البلدية الذي أخبرها بأن المدينة باتت جاهزة للعمل بنظام البطاقة.

وأضاف: "لو أن المسؤولين في دار البلدية وضعوا اللجنة الحكومية بصورة الوضع القائم في مدينة (الرحيبة) وأسباب التقصير الحاصلة في إصدار البطاقات، لما شهدنا هذا التخبط في عمل (البطاقة الذكية) وعدم حصول شريحة واسعة من الأهالي على أسطوانات الغاز".

ونبّه "معطي" إلى أن عدد موظفي مركز مدينة "الرحيبة" قليل جداً ولا يتناسب مع المهام الموكلة إليهم في إدخال البيانات الشخصية وأتمتتها عبر أجهزة الحاسوب لكلٍ من أبناء "الرحيبة" و"المساكن العسكرية" وبلدة "معضمية القلمون" المجاورتين.

وتقوم فكرة "البطاقة الذكية" التي تشرف على تنفيذها شركة "تكامل" على أتمتة توزيع المشتقات النفطية بما يخص الآليات والعائلات، وحسب الآلية المتبعة في عملها بإمكان حامل البطاقة استبدال أسطوانة غاز كل 18 يوماً، من أي مركز سواء في مدينة "دمشق" أو في ريفها، وبسعر 2700 ليرة سورية، فيما حُددت المخصصات الشهرية من مادة البنزين بـ100 ليتر، للسيارات الخاصة بسعر 225 ليرة، لليتر الواحد، وبدونها بين 500 إلى 900 ليرة.


ترك تعليق

التعليق