على أبواب الصيف.. أسعار المراوح الكهربائية "نار"


نفقات جديدة تنتظر المواطن السوري المنكسر من تراكم مواسم الدفع المتتالية، ويجب عليه التحضر لدفعة كبيرة بعد تجاوز شهر رمضان ومتطلبات العيد، والتي سيخرج منها منهكاً، ولكن الصيف الذي بدأ منذ أيام يبشّر بقدومه له تحضيراته من وسائل التبريد والتكييف، وكلٌ على قدر ما يملك من إمكانات.

إصلاحات مكلفة

تعيد الأسر تشغيل ما لديها من أجهزة، وما لا يعمل سيدخل في محاولات الإصلاح أو تدبير الحال حسب الامكانات، ولكن حتى الإصلاح بات مكلفاً وتفضل بعض العائلات شراء مروحة أو جهاز تكييف على إصلاحه.

السبب من وجهة نظر الشارع السوري، يوضحه "أبو خالد" لـ اقتصاد: "الجشع وادعاء الحصار وغلاء القطعة المستوردة من محولات وقطع تبديل، ومن الصعب أن يدفع مواطن من 5-7 آلاف لإصلاح مروحة ثمنها 20 ألف ليرة وهذا ما يطلبه أصحاب محلات التصليح".

فيما تصرّ ورش الإصلاح على اتهام الخارج الذي تسبب بأزمة في قطع التبديل حتى لتلك المراوح التي تصنع محلياً فموادها الأولية مستوردة وإن توفرت فهي بالقطع الأجنبي.

أسعار خيالية

جريدة الوطن المملوكة لرامي مخلوف نقلت عن مراسلها في اللاذقية ارتفاع أسعار المراوح الكهربائية بنسبة كبيرة عن العام الفائت ليصل سعرها ما بين 28-50 ألف ليرة حسب نوعها واستطاعتها وآلية عملها سواء عن طريق الكهرباء أم البطارية.

مراسل الصحيفة قارن بين أسعار اليوم وما قبل الحرب: "سجل أسعار المراوح أرقاماً قياسية مع وصول سعر الواحدة منها إلى 48 ألف ليرة في وقت كانت ما قبل الحرب لا تتجاوز 8 آلاف ليرة".

أما جديد سوق المراوح فهي التي تعمل على البطارية (خارجية أو داخلية)، وأما المراوح ذات التقنية البسيطة فقد بلغ سعرها حوالي 21 ألف ليرة وفق ما تناوله موقع "الاقتصادي" في تقرير سابق. أما المراوح التي تعمل على البطارية فمتوسط سعرها 28 ألف ليرة.

كهربائيات المرجة

سوق الكهرباء الشهير في المرجة بدمشق عادة ما يحوز على أفضل الأسعار والأنواع، وزبائنه يجدون سواء بالجملة أو المفرق، ما يطلبون، وتتنوع الخيارات بالنسبة للمواطن وإن كانت محدودة.

"أحمد . ز" قال لـ "اقتصاد": "عادة في الريف الغربي لدمشق كنا نكتفي بالمروحة (السقفية)، ونعمل على تشغيلها في شهري تموز وآب، ولكن السنوات الأخيرة شهدت ارتفاعات بالحرارة من بداية الصيف، وهذه السنة وصل سعر مروحة السقف الصينية ما بين 18-20 ألف ليرة وقد تزيد حسب النوع".

الأنواع الأخرى من المراوح ارتفعت أسعارها مثل الجدارية التي توضع على الحائط وهي بأحجام وأنواع مختلفة يبلغ سعرها ما بين 20-25 ألف ليرة.

هناك أيضاً أنواع مطورة وفق موقع "الاقتصادي": "تتضمن بطارية داخلية وشاشة رقمية ومدخل (USB) لشحن الهاتف، مع مؤشر لسعة البطارية وتقنيات أخرى"، وقد تصل إلى 30 ألف ليرة مع فروق تتعلق بسعة البطارية الداخلية والسرعات والمقاس.

الدولار.. متهماً

وبالعموم.. التجار يجمعون على أن السبب الرئيسي يعود لارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة، وانهياراتها المتتالية في الشهر الأخير حيث ساهمت في ارتفاعات كبيرة للسلع والبضائع التي تستورد بالعملة الصعبة.

المواطن يرى أنه ضحية اقتصاد منهار تسبب فيه النظام أولاً، ثم أكمل التاجر والفاسد دورة الانهيار.

ترك تعليق

التعليق