"السكبة".. عادة رمضانية، لا تزال حاضرة في إدلب


قبيل أذان المغرب لا يهدأ قرع الباب في بيت السيدة "هبة" وهي تستقبل وترسل أطباق الطعام المختلفة لجاراتها. "شو ماكنت طابخة بسكب لجاراتي"، تقول "هبة" وهي ترتب مائدة طعامها وتشير بإصبعها للأطباق، "هاي الشاكرية من بيت إم سعد وهاد الفول من عند أم النور وأنا عاملة مقالي".

تمتلأ الموائد وتتشابه أطباقها في أغلب منازل الحارة التي تسكنها "هبة" بفعل عادة "السكبة" والتي تعتبر من العادات الرمضانية المميزة، وما يزال الأهالي يحافظون عليها في إدلب رغم تراجع الوضع المعيشي الذي قد يمنع أحياناً إحدى الجارات من السكب لجاراتها، نظراً لطبخها أكلة متواضعة.

تقول "أم عزام": "عملت مفركة ببطاطا وترددت ابعت أول يوم لجارتي بس لما جارتي بعتت شوربة، فوراً سكبت صحن بطاطا".

وأردفت مبتسمة: "طلع الحال من بعضو".


وتصف "رائدة" السكبة بـ "الصحن الدوار" الذي يلف على كل الجيران، وتقول: "أول يوم برمضان منحتاج الصحن لنبعت لجيرانا وبعدها منسكبلهن بصحنهن وهني بيسكبوا بصحنا وبيضل يدور ٣٠ يوم".

"رمضان كريم"، يردد الحاج "أبو علي" ويقول: "الخير برمضان كتير وإنك تسكب لجارك أكلة لح اتزيد البركة".

تنوعت أساليب السكبة في الشمال المحرر حيث باتت تشكل المنظمات الإنسانية إحداها فتقوم بطبخ أصناف منوعة من الطعام وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين.


"السكبة" عادة متوارثة لا تقتصر على شهر رمضان، ولكنها تزداد في هذا الشهر الفضيل بغية زيادة الخير والأجر، فقد حث الدين الإسلامي على إطعام الطعام، وبشر الرسول الكريم بأنه "من أفطر صائماً فله أجره".

ترك تعليق

التعليق