التنقيب عن آثار تدمر.. مليشيات إيران تبحث عن مصادر تمويل


كشفت مصادر إعلامية أن مليشيات إيرانية بدأت حملة تنقيب جديدة عن الآثار في مدينة تدمر، بريف حمص الشرقي.

وأوضحت مصادر لصحيفة "القدس العربي" اللندنية، أن مليشيات النجباء والفاطميون، استقدمت آليات للحفر على مدار الأشهر الثلاثة الماضية، بالتزامن مع فرض حظر تجول في المنطقة، وتغيير طريق السيارات القادمة من دير الزور باتجاه دمشق، حيث كانت هذه السيارات تمر بالقرب من تدمر.

يأتي هذا وسط معلومات كشفتها وثائق استخباراتية أمريكية حول افتقار إيران إلى الأموال اللازمة لدعم المليشيات المرتبطة بها في سوريا ولبنان، بسبب العقوبات الصارمة التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران.

ووفق مسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية، فإن تضاؤل موارد طهران، أدى إلى خفض النفقات على الجماعات التي تدعمها.

وبحسب المصادر ذاتها، فإن طهران طالبت الجماعات بالبحث عن مصادر تمويل ذاتية، بعد عجزها عن توفير الدعم اللازم.

وقال الكاتب الصحفي والباحث، يحيى الحاج نعسان، إن التنقيب غير الشرعي عن الآثار السورية أسلوب متبع منذ دخول المليشيات الإيرانية إلى سوريا.

وتابع حديثه لـ"اقتصاد"، أن المليشيات الإيرانية بفرض سيطرتها على مدينة تدمر الأثرية، تستكمل نهب آثار تدمر، بعد أن نهب تنظيم "الدولة الإسلامية" كذلك قسماً من آثار تدمر.

وبحسب الحاج نعسان فإن اهتمام المليشيات الإيرانية بالآثار في سوريا ظهر قبل فرض الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على إيران، وعلق بقوله "هم أتوا لسوريا لنهب خيرات البلاد وقتل الشعب".

وفي السياق ذاته، قلل الكاتب الصحفي من تأثير الحصار الاقتصادي على إيران، وقال إن "تأثير هذه العقوبات سيكون على الشعب الإيراني، وليس على النظام الذي لديه الوسائل والبدائل الكافية للالتفاف على العقوبات".

الناشط الإعلامي ماهر أبو شادي، أكد بدوره، أن تنقيب الميليشيات المرتبطة بإيران عن الآثار في منطقة تدمر، أمر قائم  منذ أشهر عدة، مضيفاً لـ"اقتصاد" أن "هذه العمليات غير الشرعية لا تعتبر  تصرفاً غير مسؤول، أو عملاً فردياً من هذه الميليشيات، بل هو عمل منظم".

وأوضح أن إيران فرضت طوقاً أمنياً على مناطق محددة من المدينة الأثرية، وتحديداً قرب المسرح الروماني ومنطقة المدافن، مبيناً أن هناك عمليات حفر في المنطقة، وشاحنات محملة تغادر المنطقة بشكل شبه يومي باتجاه الحدود العراقية.

وتابع أبو شادي، أنه من المحتمل أن تكون هذه الشاحنات محملة بالفوسفات، وببعض الآثار التي يتم العثور عليها تباعاً.

وفي الربع الأول من العام 2017، تمكنت قوات النظام السوري من استعادة السيطرة على مدينة تدمر الأثرية، من قبضة تنظيم الدولة، وذلك بعد جولات عدة شهدتها المدينة الأثرية المدرجة على قائمة "اليونسكو" للتراث الإنساني.

ترك تعليق

التعليق