قمح وأغنام وبيوت.. جانب مما خسره نازحو ريفي حماة وإدلب


اضطر "أسعد العوض"، وهو من قرية عابدين بريف إدلب الجنوبي، إلى مغادرة بيته بسبب القصف العنيف الذي تتعرض له المنطقة تاركاً ورائه ٥٠ دونماً من القمح، وهو مصدر دخله الموسمي الذي عقد عليه آماله.

 "الأرض هي مصدر دخلي الرئيسي وقد استدنت مبالغ مالية للعناية بمحصولي"، يقول "أسعد"، ويردف بأسى: "لا أدري ماذا حل به ربما يكون قد احترق".

لم يبق لـ "أسعد" إلا قطيع أغنامه الصغير، والذي اضطر لبيع ٤ رؤوس منه، ليؤمن تكلفة نزوحه من أجرة سيارة نقلت أمتعته وبيتاً جديداً بأجرة ٢٠ ألف ليرة شهرياً.

محدثنا أوضح أنه حاول مراراً الوصول لمنزله في القرية ولكن كثافة القصف لم تسمح له. "حالتي أصبحت سيئة وإن لم ينجو الموسم سأكون بالويل"، يقول "أسعد".

لا تزال مناطق ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي تتعرضان لقصف مكثف من قبل قوات النظام وحليفها الروسي، أدت لنزوح معظم سكان المنطقة التي يعتمد دخل سكانها بالدرجة الأولى على الزراعة وتربية المواشي.

"زهير الحسين"، أحد سكان جبل شحشبو، ويعمل بتجارة الأغنام، ويمتلك قرابة ٥٠ رأس غنم، قام ببيع معظمها.

يقول "الحسين": "بقيت عدة أيام تحت القصف لكي أحمي رزقي، لكني لم أستطع المتابعة. واضطررت للنزوح إلى الشمال وبيع الأغنام لصعوبة نقلها".

متابعاً: "بعت الأغنام بأقل سعر، وأخشى أن تطول مدة النزوح وأصرف رأس مالي لأدفع إيجار البيت ومستلزماته".

بدورها أسهمت المجالس المحلية للقرى التي نزح أهلها، في تأمين مراكز إيواء، وتقديم مساعدة بتأمين سيارات للنقل بدعم من قبل حكومة الإنقاذ.

"خالد المحمد"، رئيس مجلس قرية الحويجة بسهل الغاب، قال لـ "اقتصاد" إن قدرة المجلس ضعيفة جداً، ولكنه ما يزال يتابع مهامه ضمن الامكانيات المتاحة.

وشهدت مناطق سهل الغاب نزوحاً كاملاً. وقد بلغ عدد سكان الحويجة ٧٥٠٠ نسمة (ما يقارب ٧٠٠ عائلة)، وكلهم نازحون، يقيم الجزء الأكبر منهم في مخيمات بابسقا على الحدود التركية.

المشكلة الأكبر التي تواجه الأهالي هي عدم قدرتهم على استئجار المنازل في تلك المناطق والتي قد تصل لـ ١٥٠ دولار شهرياً.

ويوضح "المحمد" أن حالة الأهالي المعيشية بدأت بالتدهور نتيجة طول فترة النزوح وتعرض محاصيلهم، والتي أغلبها من القمح، لحرائق كبيرة دمرتها، ولم يستطع أحد أن يجني محصوله.

وتشير تقارير أممية إلى وجود أكثر من ٨٠ ألف شخص يسكنون العراء. وقدر فريق منسقي الاستجابة في الشمال عدد النازحين من ريفي ادلب وحماة بقرابة ١٠٠ ألف عائلة، كما وأحصى الفريق ٢١ قرية تعرضت لدمار شبه كلي نتيجة القصف العنيف من قبل روسيا وقوات النظام.

ترك تعليق

التعليق