ما وراء حديث "طيران الإمارات" عن رغبتها باستئناف رحلاتها إلى سوريا


تنوي شركة "طيران الإمارات" استئناف رحلاتها الجوية إلى سوريا، وذلك بحسب تصريحات صحفية أدلى بها النائب التنفيذي لرئيس الشركة، عادل الرضا، قبل أيام.

وأضاف أن "السوق السورية مهمة وجيدة، ونحن في انتظار قرار الهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات لكي نستأنف تشغيل رحلاتنا إلى دمشق".

وتابع بأن الهيئة العامة للطيران المدني والجهات ذات العلاقة، تواصل إجراء تقييم لسلامة الأجواء السورية من أجل السماح للناقلات الوطنية باستئناف العمل، بالإضافة إلى استخدام الأجواء السورية لعبور الرحلات المتجهة إلى مختلف الدول.

وأرجع الباحث بالشأن الاقتصادي، يونس الكريم، إعلان الشركة الإماراتية لسببين: اقتصادي يندرج في إطار بحث "طيران الإمارات" عن تخفيض تكاليف الرحلات، لزيادة قدرتها على منافسة الخطوط القطرية التي حصلت على موافقة باستخدام المجال الجوي السوري، من قبل.

وكانت "الخطوط القطرية" قد حصلت على موافقة باستخدام المجال الجوي السوري.

وأضاف لـ"اقتصاد" أن الأرباح التي حققتها شركة "طيران الإمارات" العام الماضي كانت دون المستوى المطلوب، وبالتالي باتت الشركة مضطرة للبحث عن طرق لخفض تكاليف رحلاتها، وعدم المرور في الأجواء السورية، وخصوصاً في الرحلات المتجهة من وإلى أوروبا، يضيف تكاليف إضافية على الرحلات.

ووفق الكريم، فإن السبب الثاني وراء إعلان "طيران الإمارات" رغبتها باستئناف رحلاتها الجوية إلى سوريا، سياسي، حيث تريد الإمارات إيصال رسائل لروسيا المتحكمة بسوريا، مفادها أن إبعاد إيران عن سوريا سيسهل كثيراً من إعادة العلاقات العربية مع النظام السوري.

وما يدعم ذلك، من وجهة نظر الكريم، الأنباء غير المؤكدة عن رغبة شركات روسية باستثمار مطار دمشق الدولي.

وقال إن تلك الأنباء التي روجها النظام السوري، ومن ثم قام بنفيها، هي موجهة لبلدان الخليج العربي، وخصوصاً أن المطار هو تحت السيطرة الإيرانية.

من جانبه، ربط المحلل الاقتصادي والمفتش المالي، منذر محمد، بين ما يجري من تصعيد عسكري في إدلب وبين إعلان "طيران الإمارات" عن رغبتها استئناف رحلاتها الجوية إلى سوريا.

وقال لـ"اقتصاد": "من الواضح أن الإعلان يأتي دعماً لروسيا، حتى تواصل هجومها على المعارضة المدعومة تركياً، وذلك لزيادة الضغط على أنقرة، حتى لو كان ذلك على حساب دماء الشعب السوري".

وأضاف محمد، أن سياسات الإمارات العدائية تجاه تركيا، وثورات الربيع العربي، واضحة للعيان، محملاً الإمارات ومحورها المسؤولية عن جانباً من الدماء التي تراق في سوريا، على يد الروس وحليفهم النظام السوري، وإيران.

يذكر أن المتحدث باسم الخطوط الجوية العراقية، ليث الربيعي، قال في وقت سابق إن الخطوط الجوية العراقية سوف تستأنف رحلاتها المباشرة، من بغداد إلى مطار دمشق الدولي، لأول مرة منذ عام 2011.

ترك تعليق

التعليق