أزمة "بوظ" في إدلب.. واتهام لـ "تجار الأزمات"


بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة ووصولها إلى معدلات غير مسبوقة، تشهد المناطق المحررة (شمال غرب سوريا)، أزمة في الثلج الذي يُستخدم لتبريد مياه الشرب منذ انقطاع التيار الكهربائي عن إدلب نهايات العام 2014.

وقبل فترة وجيزة، كانت ألواح البوظ رخيصة ومتوفرة بكثرة في الأسواق، لكن سرعان ما ارتفعت الأسعار إلى حدود الضعف، في ظل ازدحام خانق على بسطات البائعين.

يشير "أبو محمد" وهو بائع بوظ في مدينة إدلب، إلى أن الأزمة بدأت بسبب ارتفاع درجات الحرارة وهذا ما جعل إقبال السكان على الشراء كبير جداً. وبينما كان يقف على زاوية الطريق مع دراجة نارية يضع عليها عدة قوالب من الثلج قال لـ "اقتصاد": "الجو حار جداً هذه الأيام. كهرباء الآمبيرات تعمل قبل أذان المغرب بساعة لذلك لن يتمكن من يقتنون برادات منزلية من الحصول على الماء البارد".

يباع قالب الثلج بـ 1500 ليرة بسعر التجزئة. يعزو أصحاب البسطات هذا الارتفاع إلى جشع أصحاب معامل البوظ الذين رفعوا السعر بدورهم -مستغلين حاجة السكان- ليتجاوز اللوح بسعر الجملة 1000 ليرة وحتى 1300 ليرة. كان القالب الواحد يباع قبل الأزمة الحالية بـ 500 وحتى 600 ليرة.

كلام تجار التجزئة يرد عليه أصحاب معامل البوظ مثل "أبو أحمد" الذي فضل الحديث تحت اسم مستعار. "ماكينة الثلج والبرادات ماعم تلحق وهناك ضغط كبير علينا لتصنيع الكميات المطلوبة وعم نضطر نجيب عمال زيادة وتشغيل المولدات ساعات أكثر في ظل ارتفاع درجات الحرارة".

قبل أذان المغرب بقليل تشهد معظم مدن وبلدات محافظة إدلب ازدحاماً كبيراً عند بائعي الثلج. الزحمة والعطش في شهر الصوم يؤدي إلى صدامات قد تتطور في بعض الأحيان لتغدو عراكاً بالأيدي وأحياناً باستخدام السلاح الأبيض. فالصوم والعطش الكبير بسبب ارتفاع الحرارة يجعل السكان يغضبون ويتشاجرون من أحل قطعة بوظ.

يقول "لؤي" وهو أحد الزبائن الواقفين أمام بسطة لبيع البوظ بمدينة إدلب: "الجو حار جداً والناس صايمة وماحدا قادر يستنى".. "عم نحاول نحل المشاكل بين الناس لكن ضعفاء النفوس من التجار هم من يستغلون حاجة الناس. رفعوا السعر بحجة مافي بوظ وهاد الشي كذب والبوظ مصنوع من الماء، والماء متوفر والحمد الله، لكن طلب الربح واستغلال الناس شي معروف وقديم مانو جديد علينا"..

ترك تعليق

التعليق