ريتك تصلي على بلاط جهنم


كانت والدتي رحمها الله، إذا ما أرادت توجيه شتيمة من العيار الثقيل لشخص ما، تقول له: "ريتك تصلي على بلاط جهنم".

مرة أخبرتها أن بلاط جهنم اسم لحلوى حمصية لذيذة، يصنعها الحماصنة خصيصاً فيما يسمى عندهم بخميس الحلاوة.. لكنها أصرت أنها تقصد تلك الخاصة برب العالمين، وهي تعتقد أن سكان جهنم لا بد وأنهم يصلون على أرض "مبلطة" من أجل أن تشوى جباههم ووجوههم بشكل جيد.

تذكرت دعاء والدتي، وأنا أشاهد اليوم بشار الأسد وأرباب الشعائر الدينية لدى النظام، وهم يصلون العيد، في جامع أطلقت عليه المواقع الموالية، اسم، جامع المؤسس حافظ الأسد.

وهي تسمية لها دلالتها، إذ أن حافظ الأسد، بحسب رأيهم، هو مؤسس سوريا، بينما قبله، لم يكن لها أي وجود.. وفي هذه الحالة، حق على وسائل الإعلام تلك، أن تطلق على بشار الأسد، اسم، مدمر سوريا، الحديثة والقديمة.

بدا "السيد" الرئيس في صلاته، كما في كل مرة، أبلهاً.. وقد تناقلت المواقع الإعلامية صوراً له، وهو يضحك بملئ فيه، غير عابئ بما فعله في سوريا من دمار وقتل وتشريد واحتلال من قبل دول كبرى وإقليمية.
 
وهي صورة كما رأى فيها محللون، قامت الجهات المختصة في أجهزة المخابرات باختيارها ونشرها بعناية، لاعتقادها بأنها تحمل رسالة بليغة للشعب السوري، المكلوم، والمبتلى بكل شيء، بأن سيادته، يعيش أجمل لحظات حياته. وها هو  يضحك ضحكة المنتصر.

لكن كثيرون رأوا في الصورة، بأنها تشبه "ضحكة العنزة على باب المسلخ"، بمعنى أنها قد تكون الضحكة الأخيرة له.. مشيرين إلى أن الرئيس الذي بدأ جرائمه في ضحكه الشهير، خلال خطابه الأول في مجلس الشعب بعيد انطلاق الثورة السورية، ليس مستغرباً أن تنتهي حياته في أعقاب ضحكة ما..
 
وفي النهاية يا أخوان، الأمر ليس بقصد الأمنيات، لكن الواقع يقول، بأنه لم ينج مجرم من العقاب عبر التاريخ، فإن لم يكن بيد شعبه، فبيد رب العالمين.. ولنا في حافظ الأسد عبرة كبيرة، الذي ابتلي بمرض عضال في دمه في العام 1984، وهو في الأربعينيات من عمره، بعد جرائمه في حماة، ثم ابتلاه الله في أخيه وأولاده، ومع ذلك أصر أن يورث لنا هذه البلوى المسماة بشار الأسد.
 
لدي يقين، أن هذا الرئيس سوف يلقى مصيراً حقيراً، وحتى إن كتب الله له الحياة، فسوف يعيش ذليلاً ومقهوراً، ومبتلى في كل شيء..
 
لقد رأيته اليوم بالفعل يصلي على بلاط جهنم.. ولا يهم إن كانت حهنم رب العالمين.. أو جهنم الشعب السوري.. أو جهنم حلفائه من الروس والإيرانيين..! المهم أنني رأيت جهنم على وجهه..
 

ترك تعليق

التعليق