رغم أصوات القذائف.. ساعات ممتعة يقضيها سكان إدلب في العيد


تتشابك أحاديث الزبائن المزدحمين في مطعم "العمدة" وسط مدينة إدلب، لتغطي على أصوات القنابل التي تلقيها المقاتلات الحربية على أريحا -على بعد 15 كم- والتي تبدو مسموعة بوضوح في الخارج.

على الطاولات الأنيقة والمرتبة كان هناك أطباق مليئة بكل ماهو شهي. شواء وشاورما وأسماك طازجة. بوظة وحلويات. إضافة للمشروبات الساخنة والباردة.

لم يكن "العمدة" وحيداً.. مطاعم عديدة في المدينة امتلأت أيضاً. فأجواء العيد حاضرة كالعادة في عاصمة الشمال المحرر، على الرغم من كل القصف والدمار الذي تعيشه المنطقة. حيث يحاول السكان اقتناص الفرحة بين المطاعم والحدائق وصالات الألعاب.

بينما كان يصور طفلتين صغيرتين تلبسان ثياباً زاهية ملونة وتلعبان بإحدى الأراجيح في الحديقة العامة يقرر "ممدوح" والد الطفلتين أن "العيد عبادة والفرح فيه واجب"، ماضياً في القول، "لذلك نحن هنا".


منذ سنتين يفضل "ممدوح" قضاء ساعتين أو ثلاث كل يوم من أيام العيد في هذه الحديقة. يحضر طفلتيه ندى وسلوى ومعه زوجته ويقضون أوقاتاً هانئة بين أشجار الحديقة بينما تستخدم الطفلتان ما توفر من آلات لعب بسيطة. يقول ممدوح لـ "اقتصاد": "أحب أجواء الطبيعة التي يوفرها هذا المكان.. لا أخشى القصف. لأن الحياة أقوى".

جميع الخدمات المتوفرة في الحديقة والتي تتعلق بألعاب الأطفال مجانية. وبإمكان السكان شراء الطعام والشراب من البائعين الذين يزدحم بهم المكان.

في مكان آخر بالقرب من شارع الثلاثين يستقبل منتزه "النادي العائلي" مئات السكان الذين يصطحبون أطفالهم لتناول وجبات شرقية وغربية متنوعة. يوفر هذا المكان مجموعة لابأس بها من الألعاب المأجورة. وهذا يجعله مكتظاً بالزبائن لا سيما في المناسبات.

بسعادة غامرة يتموضع "أسعد" في إحدى السيارات الكهربائية التي تغص بها صالة الألعاب مصطحباً أحد طفليه. في سيارة أخرى تجلس زوجته مصطحبة الطفل الآخر، لتبدأ السيارات بالتحرك، وتغدو الصالة أشبه بـ "حمام مقطوعة ميته"، كما يتندر "أسعد"، بعد قضاء ثلاث جولات لعب بمبلغ 600 ليرة عن كامل أفراد عائلته.

تختار زوجته ركوب السفينة الكبيرة التي تتحرك نحو الأعلى ثم تهبط بسرعة وسط صراخ الركاب، دون أن تشعر بالخوف. أما هو فيتملص مفضلاً الجلوس إلى إحدى الطاولات والتمعن في الـ "منيو" الغاص بكل ما لذ وطاب من مأكولات.


يتقاضى المنتزه مبلغ 100 ليرة عن كل جولة. وتتنوع وسائل الترفيه بين السيارات والمراجيح والدويخة والقلابة التي تتميز بحجمها الكبير.

أما الوجبات فتختلف أسعارها بحسب الوجبة. يقول أسعد "كيلو المشاوي بـ 5000 ليرة. الشيش بـ 3000 ليرة. الوجبات الغربية مثل الكريسبي والزنجر بـ 1500 ليرة. والبيتزا تتراوح بين 600 وحتى 2000 ليرة وفقاً للحجم".

عند دوار الكرة وسط المدينة افتتحت مجموعة "دريم لاند" -التي أطلقت مؤخراً- صالة لألعاب الأطفال بأجر رمزي (200 ليرة عن كل شخص). بهذا المبلغ البسيط يتمكن الأطفال من تجربة جميع آلات اللعب التي تتوزع في المكان.

يقول"أبو محمد"، أحد الزبائن، لـ "اقتصاد": "هذه الفكرة ممتازة لاسيما وأن الأجرة بسيطة للغاية. تناولنا وجبة الغداء في المطعم ثم أتينا لنجرب الألعاب".

يلتقط يد طفلته، التي لم تتجاوز الـ 3 سنوات وتعتمر قبعة زرقاء مطابقة للون فستانها، ويجلسها في إحدى الأراجيح بينما كانت ضحكات الأطفال تملأ المكان.

ترك تعليق

التعليق