بعد توترات مع السكان المحليين.. إخلاء مخيم دير الأحمر للاجئين السوريين في لبنان


فكك عشرات اللاجئين السوريين خيامهم في مخيم أقاموا فيه لسنوات في شرق لبنان بعد أن أمرت السلطات بإجلائهم عقب اشتباكات مع السكان المحليين.

قال مسؤولون لبنانيون يوم الأحد إن قرار الإخلاء صدر للحيلولة دون وقوع هجمات انتقامية ولتجنب وقوع المزيد من الاشتباكات بعد تهديد سكان المدينة باجتياح المخيم.

وفرض حظر تجول على اللاجئين السوريين الذين يعيشون في دير الأحمر، والذين يقدر عددهم بستة آلاف سوري لمدة يومين، وقامت الشرطة بدوريات في المنطقة.

وقال جان فخري، المسؤول اللبناني بدير الأحمر في وادي البقاع، لأسوشيتد برس "هذا لضمان أمنهم ولمنع إراقة الدماء".

قرار تفكيك أكثر من 90 خيمة يعكس التوترات المتنامية في لبنان لاستضافته أكثر من مليون لاجئ سوري منذ 2011، وهو ما يفوق قدرة البلاد التي يبلغ عدد سكانها حوالي 5 ملايين نسمة على استيعابهم.

يعيش سكان المخيم، غالبيتهم من الفقراء والمعوزين الذين استقروا شرق البلاد، في معسكرات رثة ويكافحون من أجل العمل والبقاء على قيد الحياة في المنطقة المعروفة بشتائها القارس وصيفها القاسي.

في الوقت الذي يواجه فيه لبنان أزمة اقتصادية، تحول العديد من السياسيين والجماعات اللبنانية ضد السوريين، مطالبين إياهم بالعودة إلى بلادهم قائلين إن العنف هناك انتهى.

بسبب شمس الظهيرة الحارقة قام الرجال والنساء والأطفال السوريون بنصب القماش والسجاد على الهياكل الخشبية التي اتخذوها كمنازل مؤقتة. وقاموا بتكديس الفرش والأواني في الشاحنات المتجهة إلى الموقع الجديد الواقع على بعد أميال. يقول المسؤولون المحليون إن 600 شخص يعيشون في المخيمات لكن تقديرات الأمم المتحدة قالت إن العدد يناهز 400 شخص.

هذه هي المرة الثانية على الأقل التي يضطر فيها اللاجئون، وغالبيتهم من محافظة إدلب، إلى الانتقال لإيجاد مناطق جديدة أكثر أمانًا.

وقالت سمر عوض، وهي سورية تبلغ من العمر 27 عاما، إن سكان المخيم سينتقلون إلى منطقة جديدة لا يوجد بها ماء ولا كهرباء. وأضافت أن الأمر ربما يكون خطيرا بنفس القدر لأن سمعتهم كمثيري شغب سوف تسبقهم.

وقالت سمر: "نعيش هنا منذ سبع سنوات ... أصبح المكان كالديار وأكثر".

تنحدر سمر من سراقب، وهي بلدة في إدلب، وهي المنطقة الأخيرة التي تسيطر عليها القوى المعارضة لنظام بشار الأسد.

اعتاد المزارعون الموسميون من سوريا، مثل سمر، القدوم إلى لبنان حتى قبل الحرب. ولكن بعد أعمال العنف مكث الكثير منهم ما ضغط بشدة على المجتمعات المحلية.

في الأسبوع الماضي اندلع حريق على التل المطل على المخيم مما أثار الذعر. عندما وصل رجال الإطفاء رشق السكان سيارتهم بالحجارة احتجاجا على ما قالوا إنه تأخر وصولهم. وتبع ذلك شجار وأصيب رجل إطفاء وتعرضت الخيام لأضرار.

وصل الجيش إلى المكان واعتقل أكثر من 30 سوريا. هرب سكان المخيم وفي وقت لاحق، وأشعل مهاجمون مجهولون النار في ثلاث الخيام. أدت التوترات إلى أمر الإخلاء ومحاصرة اللاجئين في المنطقة.

وقال جان المسؤول اللبناني "كان هناك غضب وثورة محليين ... قررنا أنه ينبغي ألا يعودوا لتجنب حدوث مشكلة أخرى وإراقة الدماء".

تواجد أعضاء من مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في الموقع اليوم الأحد بينما كان السوريون يستعدون للمغادرة. وقالت الوكالة في بيان إنه ينبغي محاكمة جميع الجناة أثناء سريان التحقيق.

وقالت المفوضية "العقاب الجماعي للاجئين السوريين في لبنان سيزيد من تفاقم الوضع ... لا ينبغي معاقبة جميع اللاجئين في لبنان بسبب حادث واحد وخارج النظام القضائي".

ترك تعليق

التعليق