أسعار الشعير تخيّب آمال المزارعين في شمالي حلب


باشر المزارعون شمالي حلب بحصاد الشعير، حيث شهد الموسم مؤشرات على إنتاجية وفيرة، وصلت إلى معدل 2 طن ونصف الطن للهكتار الواحد.

ورغم أن الموسم كان وفيراً، إلا أن أسعار الشعير المتدنية أرقت الكثير من المزارعين، وقلصت الآمال بتحقيق أرباح جيدة.

وأمام انخفاض أسعار الشعير الذي يبلغ سعر الكيلو الواحد منه ما بين 85- 90 ليرة سورية، اضطر الكثير من المزارعين إلى تخزين المحصول على أمل أن يتحسن سعره، وهذا ما فعله المزارع محمد نعمة.

يوضح لـ"اقتصاد" أن أسعار الشعير الحالية منخفضة جداً ودون المأمول، مبيناً أن سعر الشعير في الشتاء الماضي وصل إلى 165 ليرة سورية.

ويتطلع نعمة إلى زيادة الطلب على الشعير في حال تم فتح المجال أمام خروجه إلى الأسواق المجاورة، سواء إلى مناطق النظام، أو إلى مناطق سيطرة "قسد"، أو إلى تركيا.

وعن إيجار الحصاد، والنفقات الأخرى، بيّن نعمة، أن إيجار حصاد الهكتار يصل إلى 25 ألف ليرة سورية، بينما يبلغ سعر الكيس الفارغ (البلاستيك سعة 100 كيلو) 125 ليرة سورية.

وأضاف أن كلفة إنتاج الكيلو الواحد تتجاوز الـ60 ليرة سورية، وتتضمن إيجار الأرض، وثمن البذار، والحراثة والأسمدة.

وعزا "أبو علي"، وهو تاجر حبوب في ريف حلب، انخفاض ثمن الشعير إلى كثرة الإنتاج، وعدم وجود أسواق للتصريف.

وقال لـ"اقتصاد" إن "غالبية التجار في الوقت الحاضر تشتري الشعير، وتقوم بتخزينه في المستودعات، على أمل أن يطرأ تحسن في الأسعار في الفترة المقبلة".

وأضاف أنه "غالباً لن يتم فتح طريق لتصريف الشعير، لأن أسعاره متدنية في الأسواق المجاورة، وكلفة نقله مرتفعة بسبب ارتفاع إيجار الحمولة، والضرائب التي تفرضها الحواجز العسكرية على حركة الشاحنات".

من جانبه، اعتبر مدير المؤسسة العامة لإكثار البذار، المهندس الزراعي معن ناصر، أن أسعار الشعير لا تتناسب وتكلفة الإنتاج.

ورداً على سؤال "اقتصاد" حول وجود خطط لدى المؤسسة، لتسويق المحصول، قال إن "استيعاب الموسم وتسويقه من المزارع بسعر جيد، يحتاج إلى موازنة ضخمة، تفوق قدرة المؤسسة".

وعن احتمال تصدير الشعير إلى تركيا، رجح ناصر أن لا يتم ذلك، بسبب انخفاض سعره في الأسواق التركية، موضحاً أن سعر الشعير يبلغ حوالي 1 ليرة تركية (95 ليرة سورية).

ترك تعليق

التعليق