بالتزامن مع الحرائق.. الإدارة الذاتية تلاحق عمال الحصادات، في ريف الحسكة


أفاد ناشطون أن بعض الحصادات التي تعمل في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الإدارة الذاتية الكردية، بمحافظة الحسكة، توقفت عن العمل نتيجة هروب العمال بسبب المداهمات التي تشنها الشرطة العسكرية التابعة للإدارة المذكورة، بحثاً عن الشباب بهدف التجنيد الإجباري.

 ويأتي ذلك في الوقت الذي تشهد الكثير من مناطق الجزيرة السورية حرائق مجهولة المصدر أتت على آلاف الدونمات من محاصيل القمح والشعير.

 وأشار الناشط "رودي حسو" لـ "اقتصاد" إلى أن قوات الأسايش التابعة للإدارة الذاتية المؤقتة في محافظة الحسكة قامت خلال الأيام الماضية بملاحقة عمال الحصادات ممن تتراوح أعمارهم بين ١٨ و ٣٠ عاماً، مضيفاً أن هذه القوات داهمت كلاً من قرية "جوهرية"، و"سنجق سعدون"، "راية غربي"، و"قليعة" و"جلق" وقرية تلين" و"الديكية " و"تل حبش" و"تلكيفة "، وقرى ريف مدينة عامودا الواقعة في محافظة الحسكة، وذلك بحثاً عن الشباب المطلوبين للخدمة الإلزامية، إضافة إلى قرى "درباسية" "جولبسطان" و"شورك" و"خانكيا" و"الخرزي" في منطقة رأس العين وريف القامشلي.

 وأردف المصدر أن الحصادات التي كانت مصدراً لرزق المزارعين تحولت إلى مصيدة للشبان الذين يحاولون تأمين لقمة عيشهم.

 وكشف حسو أن الإدارة الذاتية سحبت جميع الحصادات من ريف الحسكة الجنوبي إلى القحطانية ومنعت الحصادات القادمة من عين عرب/ كوباني ومنبج وعين عيسى من العمل في الحسكة، رغم أن المساحات المزروعة هي الأكبر والأوفر بالمنطقة، كما مُنعت طواقم إطفاء الحريق من الوصول إلى المنطقة.

وكانت منظمة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" قد أعلنت عن رغبتها بالتوجه إلى مناطق شمال وشرق سوريا لتقديم المساعدة في إخماد الحرائق التي التهمت آلاف الهكتارات من المحاصيل الزراعية دون أن تتلقى رداً من سلطة الأمر الواقع هناك.

وبحسب مصادر محلية تجاوزت خسائر حرائق المحاصيل الزراعية لغاية يوم الأحد الماضي 3 مليار ليرة في محافظة الحسكة وطالت خلال اليومين ‏الماضيين أكثر من ١٦٠ ألف دونم منها ٤٠ ألف دونم قمح و ١٢٠ ألف دونم شعير في ريف محافظة الحسكة ‏الشمالي الشرقي.

 واجتاحت النيران المحاصيل الزراعية في قرى "الخزنة ‏والحاصودة، والسوقية، والحمّارة، والتاية، وخربة البير، وسحل، وقصروك، ومحمد ‏ذياب، والتنورية، والبيازة، وسيحة كبيرة، وسيحة صغيرة، وليلان، ومحطة ‏القطار، وغردوكة، البشيرية، وكندك سيد، وكري بري، وكرداهول، وكرشيران، ‏وكرديم ومزكفت، وخزيموك، ونبوعة، ودريجيك، وكَل حسناك، وكربكيل، ‏ومعشوق وأليان والحسينية"، ‏في أعنف موجة حرائق تشهدها المحافظة في ظل غياب حلول عملية وسريعة.

 وأضافت المصادر أن الأهالي لم يتمكنوا من السيطرة على النيران وتطويقها التي ‏تزامنت مع هبوب عاصفة غبارية، ساهمت بشكل كبير على تمدد النيران واتساع ‏انتشارها بين أراضي المحاصيل الزراعية، حتى وصولها إلى محيط مواقع الآبار ‏النفطية في "تل برهم وكرشيلان" بريف البلدة.

‏ وتداول ناشطون شريط فيديو قيل أنه صوّر بالقرب من قرية عين العروس بريف مدينة تل أبيض، حيث تظهر سيارة تابعة لميليشيا "قوات سوريا الديموقراطية"، وهي تقوم بإحراق المحاصيل. ولم يتسن لـ"اقتصاد" التأكد من صحة وتاريخ الفيديو.

وكشف حسو أن كارثة الحرائق لم تقتصر على المحاصيل بل طالت الحصادات ذاتها، مشيراً إلى أن هذه الحرائق طالت حصادتين واحدة في "مركدة" والأخرى بالقرب من تل حميس.

وعبّر محدثنا عن اعتقاده بأن الهدف من هذه الإجراءات إفراغ المنطقة من سكانها وشل الحركة من كافة النواحي اقتصادياً واجتماعياً، محمّلاً إدارة "ب ي د" مسؤولية الفشل الأمني، فـ "الفاعلين يحرقون الحقول بأكثر من موقع في الحقل الواحد بغياب أي رقابة أمنية، ما يجعل من عملية السيطرة على الحرائق شبه مستحيلة أمام الفلاحين. هذا كله منح فرصة أكبر للفاعلين بالاستمرار في عمليات الحرق المتعمّدة".


ترك تعليق

التعليق