"أرسل صورة عامل سوري لترحيله".. "التيار الحر" يوسّع عنصريته


تتواصل حملات التضييق على السوريين التي تشنها أحزاب لبنانية تحت شعارات مثالية وأخرى عنصرية، والواضح أن الغاية زيادة الضغط على أرزاقهم وبالتالي دفعهم للارتماء بأحضان الأسد كوسيلة للخلاص مما هم فيه.

ولم تفلح الحملات المضادة التي تنادي بوقف العنصرية والكراهية في إيقاف حمى التحريض التي يتبناها في النور "التيار الحر"، بينما يمارس حزب الله دوره الأمني والقمعي في مخيمات اللاجئين ونصب الحواجز والاعتقالات، ودفع بعض المجرمين إلى حرق الخيام والاعتداء على العمال بالضرب وصولاً إلى قتل شاب من الرقة قبل أيام بسبب فنجان قهوة.

لبنان المتعب

تنوعت وسائل التحريض التي اتبعها التيار الحر بمجموعاته الشبابية التي نشرت بالأمس جولاتها في الأسواق اللبنانية وتحديداً في بيروت حيث ركزوا على تحريض أصحاب المحال على طرد العمال السوريين، وتشغيل اللبناني فقط فهو من وجهة نظرهم الأولى بالعمل.

أيضاً ازدحمت وسائل الاتصال بالإعلانات التحريضية والمنشورات التي وصلت إلى حد طلب الإبلاغ عن وجود عامل سوري، والغاية اعتقاله وترحيله.

ما يسمى قطاع الرياضة والشباب نشر إعلاناً تحت عنوان (احم العامل اللبناني وبلغ عن المخالف)، وطالب بارسال صورة أو فيديو إلى رقم تم تعميمه على الواتس آب، وفي الوسط (سوريا آمنة للعودة ولبنان لم يعد يحتمل).


ردود فعل عربية

المجموعة التي تبنت المنشور لاقت ردود فعل غاضبة من العرب قبل السوريين، وعبّر عراقيون عن رغبتهم في استقبال السوريين والترحيب بهم، وفصّلوا في الطرق القانوينة لدخول العراق وكيفية الحصول على الفيزا.

المصريون كعادتهم شددوا على حبهم للسوريين، وأنهم أضافوا ألواناً جديدة للحياة الاجتماعية والاقتصادية للمصريين، وهم مرحب بهم، وكانت مجموعات مصرية قد رفضت بشكل واسع دعوة أحد المحامين المصريين لمراقبة أموال السوريين، ونشروا هاشتاغ تصدر توتير تحت عنوان (السوريين منورين مصر).

بدورهم، عبّر بعض اللبنانيين عن رفضهم للشعارات التحريضية التي ينشرها التيار الحر، والتضييق على وجود السوريين من قبل أحزاب أخرى وفي مقدمتها حزب الله.

عداء واستغلال

عمال سوريون تواصل معهم "اقتصاد" وتحدثوا عن تصرفات تتجاوز المضايقات اللفظية والجسدية، ومن ذلك عدم دفع الأجور واستغلالهم في أعمال قاسية.

(إبراهيم . د) عامل سوري في بلدة المصنع يقول: "لي أجور مترتبة على بعض اللبنانيين تصل إلى آلاف الدولارات لم يتم دفعها منذ أكثر من سنة بدأت بالتأجيل بحجة عدم وجود سيولة، إلى الطرد أخيراً والتهديد بابلاغ الأمن العام".

(مسعود . ح)، عامل سوري آخر، تكمن معاناته في عدم وجود أوراق نظامية لديه، وهذا ما جعله عرضة للاستغلال: "أحد شبيحة حزب الله يقوم بشكل دوري باستغلال العمال السوريين وأنا منهم و(تسخيرنا) في عمليات هدم وترحيل حجارة في استعباد واضح مستغلاً مخالفتنا للإقامة".

ويعاني السوريون في لبنان أقسى الأوضاع الحياتية والإنسانية مقارنة بالسوريين في أغلب دول العالم بالرغم من بعض الحملات المشابهة التي لم ترقى إلى مستوى البشاعة التي يمارسها اللبنانيون الذي يؤيدون نظام القتل في دمشق.

ترك تعليق

التعليق