سكان في إدلب يشاركون في حملة أهلية لجمع الدعم المادي للمقاتلين على الجبهات


بعد صلاة العصر في أحد مساجد مدينة إدلب، يقترب "أبو جمال"، أحد المدنيين، من رجل يحمل سجادة صلاة، متأهباً للتبرع بمبلغ مالي. وبالقرب من الرجل صاحب السجادة، كان أحد الأشخاص يعلن عبر إذاعة المسجد عن الأموال المتدفقة تباعاً في حملة يشرف عليها الثوار لدعم المقاتلين على الجبهات، تحت اسم "جاهد بمالك".

وقال أحد المشرفين على الحملة ويدعى "محمد"، إن الهدف هو "دعم المرابطين على الجبهات بالمال والسلاح والطعام".

وبداية أيار الماضي شن النظام مدعوماً بمقاتلين وطائرات حربية روسية إحدى أعنف الحملات على ريفي حماة الغربي والشمالي والحدود الإدارية لمحافظة إدلب، آخر جيب يسيطر عليه الثوار في سوريا.

ويقول مقاتلون إن الحملة العسكرية باءت بالفشل بعد الخسائر الفادحة التي تكبدها النظام.

وحفّزت الانتصارات الكبيرة التي حققها الثوار "محمد" والعديد من زملائه، على إطلاق حملة واسعة النطاق شملت جميع مساجد مدينة إدلب لجمع المال والذهب والطعام. وفي بعض الأحيان كان المتبرعون يضعون أسلحة فردية وذخائر، بالقرب من مكان التبرع، طالبين إيصالها للمقاتلين. وأُطلقت الحملة، يوم الخميس الماضي.

يقول "محمد" لـ "اقتصاد": "هذه الحملة تعد الأولى من نوعها وهي تجربة ناجحة بعد الإقبال الواسع من قبل السكان".

وتابع: "لم يعد يخفى على أحد ترك ثوار سوريا لوحدهم والتخلي عنهم.. إنهم (أي الدول الكبرى) يريدون تعويم بشار الأسد من جديد".

ومضى بالقول: "نحن على يقين أن الجلد لا يحكه إلا الظفر".

ويمكن للمرء ملاحظة الإقبال الواسع للسكان على حملات التبرع. ويقول المشرفون على الحملة إنها ستبقى متواصلة دون أي توقف.

ويشاطرهم في هذه الأمنية العديد من السكان.

تبرعت الحاجة "أم صبحي" وهي من مدينة إدلب، بكافة مجوهراتها للحملة.

وقالت "أم صبحي"، أمام أحد مساجد إدلب بينما كان الرجال في الداخل يجمعون التبرعات، "بذلت جميع الذهب الذي بحوزتي للمجاهدين في سبيل الله... المجاهدون درع للمنطقة المحررة ولن نبخل بأي شيء حتى يصمدوا أمام المحتل الروسي وقوات النظام".

ويرى "خالد" وهو أحد المساهمين في الحملة، أن هذا النوع من المساندة لمقاتلي الجيش الحر والفصائل الإسلامية "يجب أن يقام دائماً".

وأضاف أمام نفس المسجد لـ "اقتصاد": "واجب علينا دعم الثوار والمقاتلين على الجبهات لكن علينا ألا ننسى أيضاً دعم أسر الشهداء لأنهم ضحوا بأغلى ما يملكون".

وقال أيضاً: "نطلب من السكان التبرع بأي مبلغ حتى ولو كان 100 ليرة لأن هذه المبالغ تجمع للدفاع عن آخر معقل للثوار"..

ترك تعليق

التعليق