ورشات خياطة "الديوانية الحورانية" تنتعش في درعا


على الرغم من تكاليفها المرتفعة نسبياً، تشهد مناطق درعا حركة إقبال نشطة على شراء المفروشات المنزلية الأرضية، لا سّيما الجلسات الأسفنجية والفرشات، والمراكي والمخدات، التي يتم تفصيلها وخياطتها وبيعها من قبل ورشات مختصة في هذا المجال، باتت تُشاهد في معظم مناطق وبلدات المحافظة.
 
وعزا (أبو ساهر)، 55 عاماً، وهو صاحب ورشة خياطة في ريف درعا الأوسط، الإقبال على شراء هذه المنتجات، إلى خلو معظم المنازل في ريف درعا من الأثاث المنزلي الضروري، نتيجة تعرضها لعمليات الهدم، والسرقة، والتعفيش خلال المعارك الأخيرة، على أيدي قوات النظام، وبعض المسلحين واللصوص، الذين استغلوا خروج الأهالي من منازلهم؛ هرباً من المعارك الدائرة في مناطقهم، وقاموا بسرقتها.

وأضاف أن أسعار فرشات الإسفنج مثلاً، تختلف حسب سماكتها وقوة ضغطها فهناك فرشات بطول 180 سم وعرض 70 سم يبلغ سعرها مع الوجه الداخلي والخارجي نحو 6000 ليرة سورية، وهناك فرشات سماكتها 10 سم بنفس الطول والعرض السابقين يبلغ سعرها مع الوجه الداخلي والخارجي نحو 8000 ليرة سورية.

وأوضح أن تكلفة الوجه الخارجي لفرشة بطول 180 سم يبدأ، من 2000 ليرة سورية، ويصل إلى نحو 8000 ليرة سورية، وذلك حسب نوعية القماش وجودته.

وأضاف أن سعر متر "الجلسة" التي يتم تفصيلها، (وهي جلسة أرضية تفرش فيها المضافات في العادة، وتتكون من فرشات ومساند خلفية ومراكي)، يبدأ من 16 ألف ليرة سورية، ويصل إلى أكثر من 20 ألف ليرة سورية، ويتم تفصيلها حسب مساحة أرضية الغرفة أو المضافة.

ولفت إلى أن سعر الجلسة العادية يبدأ من 150 ألف ليرة سورية، ويصل إلى 300 ألف ليرة سورية للجيدة، يضاف إليها ثمن السجاد الذي يسعر حسب أحجامه، وجودته حيث يبدأ من 25 ألف ليرة سورية، ويصل إلى 50 ألف ليرة سورية للسجادة الواحدة.

وأشار إلى أن الزبائن يشترون، ويفرشون منازلهم، حسب إمكانياتهم المادية، منهم من يدفع المبلغ كاملاً، ومنهم من يقسّمه على أقساط شهرية يتم الاتفاق على دفعها بين الزبون وصاحب الورشة.

من جهته أكد (سهيل)، 37 عاماً، وهو صاحب ورشة خياطة وتفصيل مفروشات، أن عمل ورشته يشهد تحسناً ملحوظاً منذ أواخر العام الماضي مؤكداً أن هناك إقبالاً متزايداً على شراء وتفصيل الأثاث المنزلي من قبل السكان.
 
ولفت إلى أنه ومنذ أن توقفت المعارك في المحافظة، وبدأ الأهالي بالعودة إلى ديارهم من بعض دول اللجوء، ومناطق النزوح، بدأ عمله ينتعش ودخله المادي يتحسن بشكل كبير.

وأشار إلى أنه قام بإضافة آلتي خياطة جديدتين إلى ورشته، وتشغيل ثلاثة عمال لمساعدته، في تأمين طلبات الزبائن المتزايدة بأجر شهري يتجاوز 40 ألف ليرة سورية لكل واحد منهم.

ويقول (أبو طالب)، 49 عاماً، وهو مزارع من الريف الغربي، "عدنا من مناطق النزوح الآمنة إلى قرانا، لكننا لم نجد فيها أي متاع أو أثاث، لقد تم نهب كل شيء يمكن الاستفادة منه، وما لم يتم نهبه تم تخريبه عن عمد، فقد حطموا المغاسل والمجالي، وخربوا تمديدات المياه، وكسروا الاباريز وسحبوا الأسلاك الكهربائية من أماكنها".

وأضاف قائلاً: "بعد أن جمعنا بعض المال من هنا وهناك، وبعنا بعض المحاصيل الزراعية هذا الموسم، قررنا إعادة تأثيث منازلنا، وبدأنا بالضروريات أولاً كشراء الفراش".
 
وأكد أنه اشترى سبع فرشات أسفنجية عادية جاهزة مع وجوهها الخارجية، و12 مخدة، بحوالي 100 ألف ليرة سورية، وحصيرة بلاستيكية بنحو 20 ألف ليرة سورية، وأربعة بطانيات متوسطة بنحو 48 ألف ليرة سورية.

أما (أم زيد)، 39 عاماً، وهي ربة منزل، فقالت: "الأسعار غالية، وليس لدي مقدرة على شراء النوعيات عالية الجودة"، لافتة إلى أنها ستكتفي بشراء بعض الفرشات؛ كحالة إسعافية، وإدخال بعض التحسينات على الفرشات التي استلمتها من الهلال الأحمر، مع تغيير وجوه فراشها القديم المحشو بالصوف، والذي وجدت بعضاً منه تحت ردم إحدى غرف منزلها.

وأشارت إلى أن الأولوية لديها الآن، هي ترميم منزلها، الذي يحتاج إلى بعض الإصلاحات، كسد الثقوب الناجمة عن القذائف والشظايا، وترميم الأبواب والشبابيك؛ لحماية أطفالها من دخول الأفاعي، والعقارب، التي بدأت تظهر مع ارتفاع درجة الحرارة، أما استكمال باقي الأمور المنزلية فسيأتي لاحقاً إذا توفرت السيولة المادية.

يشار إلى أن الكثير من منازل المواطنين في ريف درعا، كانت قد تعرضت خلال المعارك الأخيرة، التي شهدتها المحافظة في شهري حزيران وتموز من العام الماضي، إلى عمليات هدم ونهب وسرقة وتعفيش، طالت أيضاً المحاصيل الزراعية، والثروة الحيوانية، وهي بحاجة إلى إعادة ترميم، وتأثيث من جديد؛ الأمر الذي يحتاج إلى مبالغ مالية طائلة، ما زال السواد الأعظم من الأهالي عاجزاً عن تدبير جزءاً منها.
 


ترك تعليق

التعليق