بعد أن فرضت تأشيرة عليهم.. لماذا كان السوريون يقصدون "قبرص الشمالية"؟


فقد السوريون إمكانية السفر إلى منطقة أخرى في العالم دون تأشيرة دخول مُسبقة، وذلك بعدما أصدرت وزارة الداخلية في "جمهورية قبرص الشمالية" قراراً يقضي بضرورة استخراج تأشيرة دخول (فيزا) للمسافرين السوريين قبل دخول أراضيها، الأمر الذي سيضاعف معاناتهم حول العالم.
ونشرت السلطات القبرصية قرارها في الجريدة الرسمية ليدخل حيز التنفيذ بدءاً من يوم الجمعة الفائت 21 حزيران 2019، وبذلك لم يعد باستطاعة المواطنين السوريين شراء تذاكر الطيران إلى قبرص الشمالية قبل حصولهم على تأشيرة الدخول إليها.

وفي تبرير قرارها، تذرعت السلطات بلجوء الكثير من السوريين في الشهور الأخيرة إلى استخدام قبرص الشمالية كممر للعبور إلى قبرص اليونانية، وعدم قدرة مطار إرجان الدولي على استيعاب الأعداد. واستثنى القرار السوريين المقيمين فيها بشكل قانوني لأجل الدراسة والعمل.

ويقصد السوريون الشطر التركي من الجزيرة القبرصية لتسوية أوضاعهم القانونية في تركيا، كما يقصدها البعض في رحلة اللجوء إلى أوروبا بهدف التهريب إلى قبرص اليونانية، ثم إلى اليونان ومنها إلى الدول الأوروبية بحسب ما قاله لـ "اقتصاد" اللاجئ السوري المقيم في مدينة ليماسول، فادي عبد الرحمن.

وأضاف عبد الرحمن أنّ أكثر السوريين يحاولون الدخول إلى قبرص التركية لغاية الحصول على ختم "دخول وخروج" لجوازات السفر المُجدّدة أو الحاصلين عليها حديثاً، لهدف تجديد إقاماتهم في الدول التي استقروا فيها، خصوصاً بعد أن فرضت دولة السودان تأشيرةً مماثلة. لكنهم الآن فقدوا هذه الميزة، وعليهم البحث عن سبل أخرى إن توفرت.

وفيما يتعلق بالامتيازات التي تُمنح للاجئ في "قبرص الشمالية"، وفقاً لـ "عبد الرحمن"، فهي 425 يورو شهرياً كبدل مصاريف، بالإضافة إلى جواز سفر خاص يُخول حامله السفر إلى دول الإتحاد الأوروبي والإقامة لمدة لا تتجاوز تسعة شهور.

وتُعدّ نسبة الحاصلين على اللجوء الكامل من السوريين في جزيرة قبرص ضعيفةً للغاية مقارنةً مع دول الإتحاد الأوروبي، إذ أنّ قبرص بشطريها (التركي واليوناني) وافقت على اللجوء لحوالي 14 ألف سوري فقط. وتتوزع النسبة الأكبر من السوريين في مدينة ليماسول، بينما تعتبر العاصمة نيقوسيا المدينة الثانية، وتأتي بعدها منطقة بافوس ثم مدينة لارنكا.

وكانت دولة السودان قد فرضت رسمياً تأشيرة دخول مسبقة على السوريين المتجهين إلى الخرطوم من أي مكان عدا دمشق بعد زيارة الرئيس السوداني المخلوع، عمر البشير إلى سوريا، مطلع العام الحالي. لتصبح "قبرص التركية" بعدها، مقصد السوريين الوحيدة، قبل فقدانها منذ أيام قليلة.

تقع قبرص الشمالية "التركية" في البحر الأبيض المتوسط، وتخضع لحكومة ائتلافية، أغلبية سكانها من أصول تركية، ولا يعترف باستقلالها سوى تركيا التي تدير علاقاتها مع العالم الخارجي منذ عام 1974.

يُذكر أنّه ومنذ مطلع العام الحالي وصل 150 سورياً إلى المطار في العاصمة نيقوسيا ونجحوا بتقديم طلبات لجوء إلى قبرص الجنوبية "اليونانية" بعد التنسيق مع المفوضية العليا للاجئين بموافقة وزارة الداخلية القبرصية والمديرية العامة للشرطة.

ترك تعليق

التعليق