شركة حوالات مرخصة لا تلتزم بالسعر الرسمي.. هل يتحول ذلك إلى ظاهرة؟


قالت إحدى الصفحات المتخصصة بتطورات سعر الصرف في سوريا، إنها حصلت على معلومات وصور تفيد بأن بعض شركات تحويل الأموال، المرخصة أصولاً، تقوم بإرسال حوالات إلى سوريا، بسعر صرف الدرهم الإماراتي، 163 ليرة.

وقالت "سيرياستوكس"، إنه لم يتسنَ لها التأكد بعد من صحة الخبر.

ويعني سعر صرف الدرهم، المشار إليه أعلاه، أن شركة الحوالات احتسبت الدولار بـ 600 ليرة، وليس بـ 434 ليرة، وفق التسعيرة الرسمية لـ "دولار الحوالات" التي يحددها مصرف سورية المركزي.

ويعتقد الكثير من المهتمين بأن تراجع سعر صرف الليرة في الآونة الأخيرة يرجع بصورة رئيسية إلى الفارق الكبير بين سعر صرف "دولار الحوالات" الرسمي، وبين سعر الدولار في السوق السوداء، الذي قارب الـ 200 ليرة، مما يدفع معظم المغتربين إلى تحويل أموالهم لأهاليهم في الداخل، عبر قنوات غير مرخصة، أو حتى إلى لبنان، بعيداً عن شركات الحوالات المرخصة أصولاً، الأمر الذي أفقد مصرف سورية المركزي سيولة مالية كبيرة كانت تأتيه بالدولار، بشكل يومي، عبر قناة الحوالات.

وقد أشار معلقون مقيمون في الإمارات على بوست صفحة "سيرياستوكس"، مؤكدين صحة الخبر. وقال عدد منهم، إن شركة "الفؤاد" للصرافة، أرسلت لهم رسائل تدعوهم فيها إلى تحويل الدرهم الإماراتي، إلى سوريا، عن طريقها، وبسعر 162 ليرة. وهو سعر السوق السوداء، وليس السعر الرسمي للحوالات.

وإن صحت هذه المعلومة، وتحولت إلى ظاهرة، فهذا يعني أن سوق الحوالات، حتى المرخص منه، سيعدّل بشكل منفرد، وبمعزل عن النظام وممثله "مصرف سورية المركزي"، سعر صرف الحوالات القادمة بالعملات الأجنبية، تجنباً للخسارة.

ومن المتوقع أن يؤدي ذلك في البداية، إلى ارتفاع ملحوظ للدولار على حساب الليرة، قد يدفعه إلى تجاوز حاجز الـ 700، قبل أن يتوازن. وهو ما يخشاه المصرف المركزي، فيما يبدو، ويبرر تجاهله للدعوات العديدة التي وُجهت له بأن يقلص الفارق الهائل بين السعر الرسمي لـ "دولار الحوالات" وبين السعر الحقيقي في السوق.

فيما يفسّر فريق من المراقبين موقف المركزي الحيادي، حتى الآن، حيال توسع الفارق بين السعرين (الرسمي والحقيقي)، إلى رغبته في الدفع بالليرة إلى الانخفاض، لتعزيز قوة الدولار الذي يملكه، مما يمكنه من تغطية العجز لديه في تمويل رواتب موظفي الدولة، وأشغالها الرئيسية، حتى لو كان ذلك يعني، انخفاضاً نوعياً، جديداً، في مستوى معيشة السوريين الخاضعين لسيطرته.

ترك تعليق

التعليق