دمشق "حرام" على مُهجريها


منعت قوات النظام في الآونة الأخيرة، عبر حواجزها، أبناء العاصمة دمشق وريفها، من السفر باتجاه الشمال المحرر والعودة.

وعلى امتداد الطريق الواصل بين دمشق والمناطق المحررة شمالاً، تنشر قوات النظام ما لا يقل عن 40 حاجزاً أمنياً.

استطاع "اقتصاد" خلال التقرير الذي أعده عن منع الدمشقيين من السفر إلى الشمال "المحرر"، الحصول على تفاصيل من قبل مقربين من أصحاب شركات النقل التي تعمل في هذا المجال.

"حاجز التايهة"، أول حواجز النظام على الطريق، والواقع عند مدخل مدينة منبج، وهو المسؤول عن إعادة الدمشقيين الراغبين بالعودة إلى العاصمة باتجاه الشمال المحرر فور خروجهم منه، وذلك عند النظر إلى هوياتهم وبشكل فوري، وهو ما تسبب بإفشال رحلة كان معظم المسافرين فيها من أبناء العاصمة، وعادت الحافلة باتجاه "المحرر".

وأخبرنا مصدر، طلب عدم الكشف عن هويته، تفاصيل عن تلك الرحلة، مشيراً إلى أنهم وصلوا إلى حاجز "التايهة" بعد أن كانوا قد قطعوا 4 حواجز لـ "قوات سوريا الديمقراطية"، كما وقطعوا طريق "العون" الذي يتوجب على المسافرين قطعه مشياً على الأقدام وعبر سيارات البيك آب حصراً.

وتابع "المصدر": "بعدها تم تسيير رحلة واحدة وصلت العاصمة عبر طريق الرقة، وتسبب تغيير الطريق بإطالة مدة الرحلة إلى الضعف حيث كانت تحتاج الرحلة من دمشق إلى الباب 30 ساعة بسبب إغلاق قوات سوريا الديمقراطية مداخل منبج بعد الرابعة عصراً ونصف المدة للعودة عكساً".

وأوضح المصدر أن رحلة الرقة تلك، كانت الرحلة الوحيدة، حيث قام النظام عقبها بإغلاق ذلك الطريق أيضاً، ومنع أبناء العاصمة الذين وصلوها في الرحلة المشار إليها، من العودة باتجاه الشمال المحرر.

تكاليف الرحلة الأخيرة وصلت إلى 50 ألف ليرة سورية للشخص الواحد، في حين كانت تكاليف الرحلة سابقاً لا تتجاوز 17 ألف ليرة سورية.

أما عن الطريق من دمشق إلى "المحرر"، فتمنع قوات النظام من داخل الكراج في منطقة العدوي أبناء العاصمة من ركوب الحافلة أساساً، حيث يتوجب على المسافر قبل الإنطلاق إجراء عملية "التفييش الرباعي" بحثاً عن مطلوبين، وهي العملية التي بات يتم خلالها منع الدمشقيين من ركوب الحافلة، كما أشار المصدر.

وفي الحديث عن السفر بطريقة غير نظامية، وهي الطريقة التي يتبعها المطلوبون للنظام، عن طريق سيارات تقوم بنقلهم مقابل مبالغ طائلة نوعاً ما، فقد قال مصدر آخر لـ "اقتصاد": "تكاليف الرحلة بهذه الطريقة تبلغ كحد أدنى 250 ألف ليرة سورية أي قرابة 400 دولار وتصل إلى 2000 دولار حسب المهرب والمسافر على حد سواء، حيث يذهب جزء كبير من المبلغ عادةً لضباط وعناصر على حواجز النظام للسماح للمسافرين بالمرور".

أحد الواصلين حديثاً إلى تركيا بنية العلاج من مرض السرطان والذي وصل الشمال المحرر عن طريق رحلة سلكت طريق الرقة قام باستخراج ورقة من القنصلية السورية في اسطنبول تسمح له بالعودة من "المحرر" باتجاه العاصمة عبر حواجز النظام بعد فشل عملية العلاج في اسطنبول، حيث من المفترض أن تسمح له قوات النظام بعودة طبيعية عبر حواجزها من الشمال وصولاً إلى العاصمة.

يذكر أن قوات النظام كانت قد منعت السفر من العاصمة إلى "المحرر" والعودة، قبيل بدء حملتها الأخيرة على مناطق ريف حماة الشمالي وإدلب، دون تبيان الأسباب وراء ذلك المنع.

ترك تعليق

التعليق