تمديد مهلة احتجاز "غريس 1".. ومسؤول إيراني نافذ يدعو للاستيلاء على ناقلة نفط بريطانية


 أوردت صحيفة في جبل طارق أن السلطات في الإقليم البريطاني حصلت على تمديد قضائي لأسبوعين بحق احتجاز ناقلة النفط الكبيرة التي يشتبه في أنها كانت تنقل كمية من النفط الإيراني إلى نظام الأسد، في خرق لعقوبات فرضها الاتحاد الأوروبي.

وفي سلسلة تغريدات، نقلت صحيفة "جبل طارق كرونيكل" عن المدعي العام مايكل لاماس قوله إن المحكمة العليا في الإقليم فوضت بتمديد حتى 19 يوليو / تموز الجاري لاحتجاز السفينة، وذلك في جلسة عقدت بعد ظهر اليوم الجمعة.

ولم يتم الرد بعد على مكالمات هاتفية ورسائل بريد إلكتروني أرسلت إلى المحكمة.

وتجري السلطات في الإقليم صغير المساحة الواقع عند فم البحر المتوسط تحقيقا لتحديد منشأ ومقصد ناقلة النفط "غريس 1".

وتشير الأدلة الأولية إلى أن السفينة كانت محملة بكمية من النفط الخام الإيراني في طريقها إلى مصفاة مشمولة بالعقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على النظام السوري.

وكانت السلطات الإيرانية انتقدت احتجاز السفينة.

واليوم الجمعة، قال القائد السابق للحرس الثوري الإيراني وأمين مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي، إنه ينبغي على الجمهورية الإسلامية أن تفكر في الاستيلاء على ناقلة نفط بريطانية ردا على احتجاز السلطات ناقلة نفط إيرانية قبالة ساحل جبل طارق.

ورضائي هو شخصية نافذة داخل النظام الإيراني.

جاءت تصريحات رضائي وسط تصعيد في التوترات بسبب الاتفاق النووي الهش لإيران مع القوى الغربية، الذي انسحبت منه أمريكا العام الماضي.

وكتب رضائي على تويتر يوم الخميس: "إذا لم تفرج إنجلترا عن ناقلة النفط الإيرانية، فإن واجب ... (إيران) هو الرد والاستيلاء على ناقلة نفط إنجليزية".

في الأيام الماضية، تجاوزت إيران الحد المعلن في الاتفاق النووي لمخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب، وتخطط الأحد لزيادة تخصيبه. وخلال الشهور الماضية، نشرت الولايات المتحدة آلاف من القوات الإضافية وحاملة طائرات وقاذفات قنابل بي-52 وطائرات مقاتلة متطورة في المنطقة.

قاد رضائي الحرس خلال "حرب الناقلات" في ثمانينيات القرن الماضي في الخليج العربي مستهدفا تجارة النفط الأمريكية وتجارة حلفائها العرب.

ويعتبر ذلك تصريحا مفاجئا من رضائي، لم يكن من الممكن أن يصدر عن أحد المسؤولين الحاليين.

كان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية قد دعا في وقت سابق المملكة المتحدة للإفراج عن الناقلة.

اعترضت السلطات في جبل طارق أمس الخميس ناقلة نفط كبيرة يعتقد أنها تنتهك عقوبات الاتحاد الأوروبي بحمل شحنة من النفط الخام الإيراني إلى النظام السوري. وقالت السلطات الإسبانية إن عملية الضبط جاءت بناء على طلب الولايات المتحدة.

وصرح متحدث باسم حكومة جبل الطارق، وهو غير مخول بالتصريح للإعلام فاشترط كتمان هويته، أن كل أفراد الطاقم وعددهم 28 شخصا مازالوا على متن الناقلة بينما تجرى معهم مقابلات كشهود ولا يخضعون للاستجواب بموجب إجراءات جنائية.

وقال إن الطاقم مكون بالاساس من هنود وباكستانيين واوكرانيين.

وقالت صحيفة "غيبرالتار كرونيكل" المحلية يوم الجمعة ان الناقلة يمكن احتجازها فقط لمدة 72 ساعة ان لم تمدد المحكمة العليا للمناطق البريطانية عبر البحار المهلة اثناء اجراء التحقيق.

وقال جون بولتون، مستشار الامن القومي الامريكي، في تغريدة ان مصادرة الناقلة "انباء ممتازة".

واضاف "امريكا وحلفاؤنا مستمرون في منع انظمة طهران ودمشق من التربح من هذه التجارة غير المشروعة".

من المرجح ان الناقلة كانت تحمل أكثر من مليوني برميل من النفط الهندي الخام، وفق ما ذكرت شركة البيانات ريفينيتيف. واظهرت متابعة البيانات ان الناقلة قامت برحلة بطيئة حول الطرف الجنوبي لإفريقيا قبل الوصول الى البحر المتوسط، وفق ريفينيتيف.

في غضون ذلك تنامت مخاوف من ان يؤدي اي خطأ في الحسابات الى صراع اوسع في الخليج العربي. فقد استهدفت ناقلات النفط القريبة من مضيق هرمز بهجمات غامضة، تقول الولايات المتحدة ان إيران تقف وراءها، وهو ما تنفيه طهران. والشهر الماضي اسقطت إيران طائرة استطلاع امريكية مسيرة.

واثار آية الله محمد علي موحدي كرماني، مستشار المرشد الاعلى وامام صلاة الجمعة في طهران، قضية اسقاط الطائرة المسيرة، في خطبة الجمعة.

وقال ان السبب وراء عدم مهاجمة واشنطن لإيران بعدها هو ان ترامب يخشى مخزون إيران من الصواريخ الباليستية.

وتساءل قائلا "عندما تكون الصواريخ الايرانية قادرة على اصابة طائرات مسيرة على ارتفاع الاف الاميال في الجو فهل من الصعب اصابة حاملة طائرات في البحر؟".

ترك تعليق

التعليق