بالصور: أسعار الخضار تنعش إحدى العادات القديمة في إدلب


لم تدع "أم كرم" التي تعيش في الريف الإدلبي صنفاً من أصناف الخضار إلا وصنعت منه مخزوناً ستستخدمه للطبخ عند حلول الشتاء. فاصولياء، كوسا، بندورة مقطعة ومحشورة في أوان زجاجية ضاغطة، وأنواع عديدة أخرى.

جميع هذه المكونات حاضرة في الوقت الراهن بمطابخ السيدات في محافظة إدلب. يعمل النساء كخلية نحل، إذ ساهمت موجة الهبوط التي طالت سوق الخضار في إعادة تقاليد قديمة كان السوريون يواظبون عليها في "سنوات الخير" التي سبقت الغلاء والحرب كما تؤكد نساء المنطقة.

ويقبل السكان على تصنيع المؤونة الصيفية بكافة أصنافها. وقالت "أم محمود" وهي من سكان إدلب إن "حالة الرخص شجعت الكثيرات على شراء كميات كبيرة من الخضار وتخزينها وفق الطرق البيتية المعروفة".


مثل معظم سيدات إدلب خزنت "أم محمود" الكوسا والفاصولياء والبامية والمخللات والبندورة اليابسة والمقطعة وتلك التي تعصر ثم يستخرج منها معجون البندورة. إصافة لورق العنب الذي يستخدم لطبخ إحدى أشهر أكلات المحاشي.

وقالت "أم كرم" التي بدت مشغولة بتنظيف القطع الصغيرة للبامية "زوجي يحب هذه الأكلة لذلك خزنت منها الكثير".

 بعد تقطيعها وتنظيفها تربط حبات البامية بخيط طويل ثم تعلق تحت الشمس حتى تجف وعند الطبخ تفور بالماء ثم تقلى لتغدو جاهزة لصنع عدة طبخات يعرفها السوريون وغيرهم.


أما "سعاد" وهي من ريف إدلب فأقبلت على تصنيع عدة أنواع من المؤونة من مادة البندورة. وقالت لـ "اقتصاد": "كيلو البندورة لا يتعدى الـ 70 ليرة وهذا ما شجعني على تموينها بكميات كبيرة".

قطعت "سعاد" البندورة إلى قطع صغيرة ثم خزنتها في قطرميزات ضاغطة. "كيلو البندورة في الشتاء يرتفع إلى 500 ليرة بهذا أكون قد وفرت 400 ليرة عن كل كيلو".


من تقطيع حبة البندورة لقطعتين ثم وضعها في الشمس تكون سعاد قد صنعت صنفاً آخر من المؤونة. في الشتاء وعندما تحتاج للبندورة تضع عليها الماء فتعود إلى طبيعتها.

دبس البندورة يستخرج من البندورة بعد عصيرها ثم طبخها على النار لتشمس بضعة أيام وتخزن في أوان خاصة. تقول سعاد "كل من أعرفهم صنعوا دبس البندورة هذا العام بكميات كبيرة تتراوح بين 30 وحتى 70 كيلو غراماً".


ترك تعليق

التعليق