تركيا ستواصل التنقيب قبالة قبرص رغم التحذيرات الأوروبية.. وواشنطن تبدي "قلقها العميق"


أكدت تركيا الاربعاء انها ستواصل أعمال التنقيب عن الغاز قبالة السواحل القبرصية، رغم تحذيرات أثينا والاتحاد الأوروبي الذي دعا انقرة الى وقف أنشطتها واصفا اياها بانها "غير مشروعة".

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان إن أنقرة "ترفض" الانتقادات التي وجهها مسؤولون يونانيون وأوروبيون، مشددة على أن إحدى سفنها باشرت أعمال التنقيب في أيار/مايو فيما تستعد سفينة ثانية لبدء العمليات.

وأضافت أن "انشطة التنقيب التي تقوم بها سفينتنا يافوز تستند الى أسس شرعية وقانونية".

وتثير أنشطة تركيا في شرق المتوسط ردود فعل حادة من قبل كلّ من قبرص واليونان والاتحاد الأوروبي الذي كرّر مراراً تحذيراته لأنقرة.

وأعلن الاتحاد الاوروبي في بيان الاثنين ان المحاولة الثانية من جانب تركيا للتنقيب عن النفط والغاز تشكل "تصعيدا غير مقبول" بعدما دعا انقرة الى وقف انشطتها "غير المشروعة" او مواجهة عقوبات.

وقال المجلس الاوروبي انه ينظر في احتمال "اتخاذ اجراءات مناسبة" وسيرد "بشكل متضامن بالكامل مع قبرص".

كما وجهت الولايات المتحدة ومصر انتقادات مماثلة هذا الاسبوع حيث حضت واشنطن السلطات التركية على "وقف هذه العمليات" فيما اعربت القاهرة "عن قلقها" حيال عزم تركيا التنقيب قبالة سواحل قبرص

وأعربت الولايات المتحدة الثلاثاء عن "قلقها العميق" إزاء عمليات التنقيب عن النفط والغاز التي تعتزم تركيا القيام بها قبالة سواحل قبرص، مطالبة أنقرة بوقف هذه العمليات "الاستفزازية التي تثير التوترات في المنطقة".

وقالت الخارجية الأميركية في بيان "لا تزال الولايات المتحدة تشعر بقلق عميق إزاء محاولات تركيا المتكرّرة لإجراء عمليات حفر في المياه قبالة قبرص وإرسالها أخيراً سفينة الحفر يافوز إلى المياه الواقعة قبالة شبه جزيرة كارباس".

وكان وزير الطاقة التركي فتحي سونمير أعلن السبت أن السفينة "يافوز" ستنقب عن النفط والغاز قبالة شبه جزيرة كارباس، التي تقع في شمال شرق الجزيرة المتوسطية، أي في الشطر الذي تسيطر عليه "جمهورية شمال قبرص التركية" التي لا تعترف بها سوى أنقرة.

وأضاف البيان الأميركي أنّ "هذه الخطوة الاستفزازية تثير التوترات في المنطقة".

وتابع "نحثّ السلطات التركية على وقف هذه العمليات ونشجّع جميع الأطراف على التحلّي بضبط النفس والامتناع عن الأعمال التي تزيد التوترات في المنطقة".

وأدى العثور على احتياطي ضخم من الغاز في قاع شرق البحر المتوسط إلى تأجيج التوترات بين أنقرة ونيقوسيا في السنوات الأخيرة.

وأرسلت تركيا في 20 حزيران/يونيو "يافوز" وهي السفينة الثانية التي تجري عمليات تنقيب قبالة سواحل قبرص، بعد أن كانت قد أرسلت السفينة "فاتح" للتنقيب في مياه المنطقة الاقتصادية الخالصة القبرصية.

وجزيرة قبرص مقسّمة منذ عام 1974 عندما غزت القوات التركية ثلثها الشمالي واحتلّته ردا على انقلاب رعاه حكم الكولونيلات في أثينا سعياً لتوحيد الجزيرة مع اليونان.

ولا تسيطر الحكومة القبرصية المعترف بها دولياً سوى على القسم الجنوبي من الجزيرة ومساحته ثلثا مساحة البلاد، في حين أن الشطر الشمالي يخضع لاحتلال تركي منذ العام 1974 عندما تدخلت أنقرة عسكرياً ردّاً على محاولة انقلاب قام بها قبارصة يونانيون أرادوا ضمّ الجزيرة إلى اليونان.

ترك تعليق

التعليق