سكان جنوب دمشق "يترحمون" على أيام مجالس المعارضة المحلية


"سقا الله أيام خدمات المجالس المحلية قبيل اتفاق التسوية والمصالحة، رغم أن الدعم المالي الذي كانت تتلقاه، قليل، إلا أن خدماتها كانت تلبي المنطقة وتخدمها بشكل مقبول"، بهذه العبارات يصف لنا أحد سكان بلدات جنوب دمشق، سوء خدمات مؤسسات النظام وتردي الوضع في بلدات "يلدا، وببيلا، وبيت سحم، وحي سيدي مقداد".
  
وقال "أبو محمد"، (40) عاماً، متزوج ولديه 4 أطفال من سكان بلدة يلدا، في حديث خاص لـموقع "اقتصاد"، إن خدمات مؤسسات النظام مُغيّبة تماماً عن بلدات جنوب دمشق، حيث أن بلديات النظام لا تكترث لأكوام القمامة الهائلة، وأكوام الردم على أطراف البلدات الثلاث، وكأنها غير معنية بإزالتها إلى المكبات خارج المنطقة، ناهيك عن انقطاع الكهرباء والمياه، لساعات طوية.

وأضاف: "ناشدنا البلديات في المنطقة عدة مرات لكن لا حياة لمن تنادي. وفي كل مرة يقولون لنا (لا يوجد عندنا سيارات كافية للخدمات ونحن تقدمنا بطلب إلى مجلس المحافظة وننتظر الرد منه)".
 
وأشار محدثنا إلى أن إهمال مؤسسات النظام للبلدات المذكورة دفع سكانها للقيام بأعمال تطوعية شعبية بسيطة، لإزالة بعض أكوام القمامة ونقلها إلى خارج التجمعات السكنية خوفاً من انتشار الأمراض والأوبئة، إضافةً إلى تنظيف الشوارع بالقدر المستطاع، مؤكداً أن الحملات التطوعية غير مجدية، حيث يوجد أكوام كبيرة من القمامة وتحتاج لسيارات لنقلها خارج المنطقة وهذا ليس ضمن قدرات سكان المنطقة.
   
"تقدمنا بشكوى جماعية منذ عدة أيام لمجلس محافظة دمشق حيال إهمال البلديات للخدمات. وتم وعدنا بتدارك الوضع مثل كل مرة، لكن لا يبدو أن وعودهم جدّية. وكأنهم يعاقبوننا.. فهل من المعقول حكومة ليس عندها سيارات لتخديم المناطق؟!".
  
وبيّن أحد سكان حي "سيدي مقداد" المتاخم لبلدة" ببيلا"، ويُدعى "أبو عمر"، لـ"اقتصاد"، بأن المياه التي كانت تأتي من النظام لتعبئة خزانات المياه اختلطت بمياه الصرف الصحي نتيجة تعرض الأنابيب للتصدع دون تدارك خطورة الوضع من قبل بلدية بيت سحم التي تتبع إليها المنطقة خدمياً.
 
"أصبحنا نعبئ المياه عن طريق الصهاريج رغم أن مشكلة الأنابيب تكلفتها بسيطة لكن لا نعلم لماذا هذا الإهمال؟ المعيشة غالية جداً وفرص العمل قليلة وليس لدينا القدرة على مصاريف أخرى. هذا الأمر يزيد من معاناتنا المريرة التي نعيشها".

يشار إلى أن قوات الأسد سيطرت على بلدات جنوب العاصمة دمشق في شهر أيار/مايو من عام 2018، ضمن اتفاق مع فصائل المقاومة السورية برعاية الاحتلال الروسي، قضى بتهجير الرافضين للتسوية إلى إدلب وريف حلب، شمال سوريا.

ترك تعليق

التعليق