في مدرسة شبه مدمرة.. نازحو الحولة في سراقب، يفتقرون لأدنى متطلبات الحياة


في كل بيت من بيوت نازحي مدينة الحولة في ريف إدلب قصة امتزجت فيها خيوط الألم والمعاناة من جراء القصف والحصار والنزوح الذي عاشوه، غير أن ما يجمع هؤلاء اللاجئين هو الفاقة والفقر والحرمان من إعانات المنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية، ومن المتوقع أن يزداد هذا الوضع سوءاً وتعقيداً مع حلول فصل الشتاء القادم بمتطلباته التي تثقل كاهلهم، وخصوصاً أن هذه العائلات تسكن في مدرسة شبه مدمرة بلا نوافذ ولا أبواب وتفتقر لأبسط شروط الحياة الإنسانية من ماء وكهرباء غيرها.


وروى مصدر من النازحين فضّل عدم ذكر اسمه لـ"اقتصاد" أنه يسكن مع 20 عائلة من مهجري ريف حمص الشمالي –الحولة و7 عائلات من ريف حماة الجنوبي بعد أن تم تهجيرهم في شهر أيار من العام الماضي 2018 مضيفاً أنهم سكنوا في البداية في مخيم "ساعد" المؤقت بمعرة أخوان في ريف إدلب لمدة شهر، وبعدها أمنت لهم منظمة "بنيان" سكناً في بناء بمدينة سراقب بعقود مؤقتة لمدة سنة، وانتهى العقد الشهر الحالي فطلب مالك البناء منهم إخلاءه خلال أيام لأنه يرغب بإصلاحه –حسب قوله-.

 وتابع المصدر أن النازحين تواصلوا مع كافة المنظمات ومنظمة "بنيان" لتأمين سكن بديل دون جدوى، وبدؤوا بعدها بالبحث عن مكان آخر للسكن ولم يجدوا سوى مدرسة شبه مدمرة فبدؤوا بترميمها وتنظيفها من الأوساخ وبقايا الدمار وتم إصلاح بعض الغرف والسكن فيها.


وأكد محدثنا أن الوضع الإنساني والمعيشي للنازحين سيء للغاية إذ يفتقرون إلى أبسط المستلزمات الحياتية ومنها الطعام والشراب مشيراً إلى أن "هناك حالات نقص تغذية وانقطاع مادة الحليب بالنسبة للأطفال الرضع وتلجأ الأمهات لطبخ النشاء أو الماء والسكر واليانسون أحياناً كغذاء لأطفالهن الرضع".

وبدوره أكد "أبو خالد" أحد نازحي الحولة لـ"اقتصاد" أنهم لم يتلقوا أي مساعدات طيلة فصل الشتاء الماضي من أغطية أو حرامات أو بطانيات كما باقي مراكز الإيواء والمخيمات، مشيراً إلى أن إحدى المنظمات قدمت لكل عائلة في نهاية الشتاء الماضي 18 لتر مازوت فقط ومن النوع الرديء إذ كان المازوت أسود مخلوطاً بزيت السيارات ولم يتم الاستفادة منه في التشغيل كما لم يرض أحد بشرائه لأن رائحته كريهة ولا يصلح لتشغيل أي شيء-حسب قوله-.


ولفت محدثنا إلى أن النسوة النازحات يضطررن للطبخ على أكياس النايلون والكرتون لعدم توفر محروقات وأغلب العائلات- كما يؤكد- لا يملكون ثمن ربطة الخبز التي يتجاوز سعرها الـ 200 ليرة سورية وسط حالة من البطالة وعدم توفر فرص عمل للقاطنين.

 وأشار المصدر إلى أن هناك تقصيراً كبيراً من المنظمات الإنسانية حيال نازحي ريف حمص الشمالي في ريف إدلب، مضيفاً أن النازحين ناشدوا هذه المنظمات مراراً وتكراراً دون جدوى.


 ولفت إلى أن هذا التقصير يشمل نازحي الحولة دون غيرهم علماً أن نازحي المناطق الأخرى يتلقون مساعدات بشكل شبه يومي وحتى سكان المدارس الأخرى توزع عليهم المساعدات بموجب دفتر العائلة باستثناء نازحي الحولة دون سبب واضح، حسب وصفه.


وكان اتفاق بين قوات الاحتلال الروسي وفصائل المعارضة قد أفضى إلى خروج العشرات من الفصائل والمدنيين الرافضين للتسوية من أهالي الحولة إلى الشمال السوري في أيار من العام الماضي 2018، فيما يعاني جل المهجرين في الشمال أوضاعاً إنسانية مأساوية بسبب عدم قدرة المنظمات المحلية على استيعاب هذا الكم من المدنيين الواصلين للمنطقة.

ترك تعليق

التعليق