حكومة النظام توقف استلام الحبوب في الحسكة.. وتترك مزارعيها فريسة للتجار


أعلنت مؤسسة الحبوب التابعة لحكومة النظام بالحسكة يوم الأحد إيقاف شراء القمح في مركزي "جرمز" و"الثروة الحيوانية" قرب مدينة القامشلي، ما سيجبر المزارعين على نقلها مئات الكيلومترات نحو الرقة وحماة وحلب أو بيعها للتجار بأسعار أقل من المحدد.

وقال مدير عام المؤسسة السورية للحبوب يوسف قاسم إن استلام أقماح فلاحي الحسكة سيكون في مراكز المؤسسة في الرقة وحلب وحمص وحماه ودمشق على أن تتكفل المؤسسة بدفع نفقات النقل، وذلك بسبب إعاقة ميليشيا "آساييش" الكردية لعمليات التسويق، حسب ما أوردت وكالة أنباء النظام "سانا".

وذكرت مصادر محلية لـ "اقتصاد" أن 2000 قاطرة محملة بالحبوب وقفت في طابور ممتد بين دوار" زوري" و دوار "ذبانة" وآخر بين "ذبانة" وأطراف حي "طي"، جنوبي القامشلي، ومازالت تنتظر دورها منذ أسابيع لتفريغ حمولتها بمركزي "جرمز" و"الثروة الحيوانية" قرب مدينة القامشلي، ولم يُسمح لها بتفريغ الحبوب رغم حصولها على ورقة منشأ، بسبب عمليات الفساد التي أخرت بعضهم لصالح من يدفع الرشوة أو تخدمه المحسوبيات لتسويق محصوله.

وقالت المصادر إن مدير فرع مؤسسة الحبوب عبيد العلي تذرع لإيقاف عمليات شراء محصول القمح في مركزي القامشلي بمنع حواجز "الآساييش" الكردية وصول القاطرات، وبامتلاء المخازن والصوامع، لكنهم لم يستلموا الشاحنات الموجودة أيضاً، كما أنه جرت العادة في الحسكة على تخزين الحبوب بالعراء على شكل أكداس.

وأشارت المصادر إلى أن المسؤولين أبلغوا المزارعين أن حكومة النظام ستتكفل بمصاريف نقل محاصيلهم وتسويقها إلى المحافظات الأخرى، وهكذا سيكون المزارعون مرة أخرى تحت رحمة الإدارة الذاتية الكردية مما يفتح باباً جديداً للسماسرة والتجار والمسؤولين الذي يدعمون بعض التجار لشراء القمح من المزارعين بأسعار أقل لبيعها إلى المراكز الرسمية بسعر 185 ليرة لكل 1 كغ.

وتقول الأرقام الرسمية إن إجمالي قيم الحاصلات الزراعية قمح وشعير المصروفة من فروع المصرف الزراعي التعاوني في محافظة الحسكة منذ بدء عمليات تسويق الحبوب حتى الآن /23.552/ مليار ليرة منها /4.552/ مليارات لمادة الشعير، بينما تقدر الكميات المسوقة بلغت /313.343/ ألف طن من القمح و/95.227/ ألف طن من الشعير إلى جانب 238 ألف طن شحنت إلى المحافظات الأخرى.

وكانت الإدارة الذاتية الكردية أعلنت أن كميات محصولي القمح والشعير المُستلمة في مراكزها تجاوزت 500 ألف طن، وأن عمليات استلام القمح مستمرة وبلغت حتى الآن 375 ألف طن تقريباً، فيما أوقفت الإدارة عملية شراء الشعير في مراكزها عند 160 ألف طن تقريباً بعد امتلاء 6 مراكز في تل كوجر (اليعربية) وملا سباط والسفح بالحسكة، ومركز كبش في الرقة، ومركز المحلج في دير الزور، والدهليز بعين عرب، وفق وكالة "هاوار" الكردية.

وسبق أن رصدت الإدارة الذاتية 200 مليون دولار لشراء محصول القمح من المزارعين بسعر 160 ليرة للكيلو غرام الواحد على أن لا يقل السعر عن 156 ليرة للدرجة الرابعة، وهددت بمنع خروج الحبوب من منطقة الجزيرة على لسان رئيس هيئة الاقتصاد والزراعة، سلمان بارودو.

وقررت الإدارة الذاتية في الرابع من الشهر الجاري تعويض المزارعين المتضررين عن تكلفة مزروعاتهم (سماد حبوب فلاحة) التي التهمتها الحرائق، وقدرتها بأكثر من 40 ألف هكتار من محاصيل المزارعين "قمح، شعير" هذا العام.

ترك تعليق

التعليق